نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

صفحة جزء
[ ص: 516 ] ( ولو قذفها بالزنا ونفى الولد ذكر في اللعان الأمرين ثم ينفي القاضي نسب الولد ويلحقه بأمه ) لما روي { أن النبي عليه الصلاة والسلام : نفى ولد امرأة هلال بن أمية عن هلال وألحقه بها }ولأن المقصود من هذا اللعان نفي الولد فيوفر عليه مقصوده فيتضمنه القضاء بالتفريق .

وعن أبي يوسف رحمه الله : أن القاضي يفرق ويقول : قد ألزمته أمه وأخرجته من نسب الأب ; لأنه ينفك عنه فلا بد من ذكره .


[ ص: 516 ] الحديث الرابع : روي { أنه عليه السلام نفى ولد امرأة هلال بن أمية عن هلال ، وألحقه بها }; قلت : أخرجه أبو داود عن عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس ، قال : { جاء هلال بن أمية ، وهو أحد الثلاثة الذين تاب الله عليهم ، فجاء من أرضه عشاء ، فوجد عند أهله رجلا ، فرأى بعينه ، وسمع بأذنه ، فلم يهجه حتى أصبح ، ثم غدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إني جئت إلى أهلي عشاء ، فرأيت بعيني وسمعت بأذني ، فبعث عليه السلام ، فأتي بامرأته ، فوعظهما وذكرهما ، ثم لاعن بينهما ، إلى أن قال : ففرق رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما ، وقضى أن لا يدعى ولدها لأب ، ولا ترمي ، ولا يرمي ولدها ، ومن رماها ، أو رمى ولدها ، فعليه الحد ، وقضى أن لا بيت لها عليه ، ولا قوت من أجل أنهما يتفرقان من غير طلاق ، ولا متوفى عنها ، قال عكرمة : فكان ولدها بعد [ ص: 517 ] ذلك أميرا على مصر ، ولا يدعى لأب } ، مختصر ; ورواه أحمد في " مسنده " ، وهو معلول بعباد بن منصور ، قال البخاري : عباد بن منصور روى عن ابن أبي يحيى الأسلمي عن داود بن الحصين عن عكرمة أشياء ربما نسيها ، فجعلها عن عكرمة انتهى .

وقال الساجي : ضعيف مدلس ، وكان ينسب إلى القدر ، وقال ابن القطان في " كتابه " : قال ابن معين : عباد بن منصور ضعيف قدري ; وقال ابن حبان : كان قدريا داعية إلى القدر ، وكل ما روى عن عكرمة سمعه من ابن أبي يحيى عن داود ، فدلسها على عكرمة انتهى .

وقال في " التنقيح " : عباد بن منصور وثقه يحيى القطان ; وقال ابن معين : ليس بشيء ; وقال أبو حاتم الرازي : كان ضعيف الحديث ، يكتب حديثه انتهى .

وفي قوله : { فرأيت بعيني وسمعت بأذني }دليل على أن اللعان كان لرميها بالزنا لا بنفي الحمل ، وفي " الصحيحين " عن ابن عباس قال : { ذكر التلاعن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه : وكان ذلك الرجل يعني زوج المرأة مصفرا ، قليل اللحم ، سبط الشعر ، وكان الذي ادعى عليه أنه وجده عند أهله خدلا ، كثير اللحم ، فقال عليه السلام : اللهم بين ، فوضعت شبيها بالذي ذكر زوجها أنه وجده عند أهله ، فلاعن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما } ، وفي هذا أن اللعان كان بعد الوضع ، فالله أعلم .

{ حديث آخر } : أخرجاه في " الصحيحين " عن مالك عن نافع عن ابن عمر { أن رجلا لاعن امرأته في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتفى من ولدها ، ففرق رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما ، وألحق الولد بالمرأة } ، انتهى .

التالي السابق


الخدمات العلمية