نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

صفحة جزء
[ ص: 273 - 275 ] ( وما تراه المرأة من الحمرة والصفرة والكدرة في أيام الحيض حيض ) حتى ترى البياض خالصا ( وقال أبو يوسف رحمه الله : لا تكون الكدرة حيضا إلا بعد الدم ) ; لأنه لو كان من الرحم لتأخر خروج الكدر عن الصافي ، ولهما ما روي أن عائشة رضي الله عنهاجعلت ما سوى البياض الخالص حيضا ، وهذا لا يعرف إلا سماعا ، وفم الرحم منكوس فيخرج الكدر أولا ، كالجرة إذا ثقب أسفلها . وأما الخضرة ، فالصحيح أن المرأة إذا كانت من ذوات الأقراء تكون حيضا ، ويحمل على فساد الغذاء ، وإن كانت كبيرة لا ترى غير الخضرة تحمل [ ص: 276 ] على فساد المنبت فلا تكون حيضا .


قوله : روي أن عائشة رضي الله عنهاجعلت ما سوى البياض الخالص حيضا ، قلت : روى مالك وعنه محمد بن الحسن في " موطأيهما " عن علقمة بن أبي علقمة عن أمه مولاة عائشة ، قالت : كان النساء يبعثن إلى عائشة بالدرجة فيها الكرسف فيه الصفرة من دم الحيضة يسألنها عن الصلاة ، فتقول لهن : لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء " تريد بذلك الطهر من الحيضة " انتهى .

ورواه عبد الرزاق في " مصنفه " أخبرنا معمر عن علقمة بن أبي علقمة به سواء . وأخرجه البخاري في " صحيحه " تعليقا ، ولفظه قال : وكن النساء يبعثن إلى عائشة بالكرسف فيه الصفرة ، فتقول : لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء انتهى . [ ص: 276 ]

{ حديث آخر } : روى ابن أبي شيبة في " مصنفه " حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن محمد بن إسحاق عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر ، قالت : كنا في حجرها مع بنات ابنها ، فكانت إحدانا تطهر ، ثم تصلي ، ثم تنكسر بالصفرة اليسيرة ، فتسألها ، فتقول : اعتزلن الصلاة ما رأيتن ذلك حتى لا ترين إلا البياض خالصا انتهى .

حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن يحيى بن سعيد عن ريطة مولاة عمرة عن عمرة أنها كانت تقول للنساء : إذا أدخلت إحداكن الكرسفة فخرجت متغيرة ، فلا تصلي حتى لا ترى شيئا ، انتهى .

التالي السابق


الخدمات العلمية