نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

صفحة جزء
قال : ( وأكثر مدة الحمل سنتان ) لقول عائشة رضي الله عنها: الولد لا يبقى في البطن أكثر من سنتين ولو بظل مغزل ( وأقله ستة أشهر ) لقوله تعالى: { وحمله وفصاله ثلاثون شهرا }ثم قال : { وفصاله في عامين }فبقي للحمل ستة أشهر . والشافعي رحمه الله يقدر الأكثر بأربع سنين ، والحجة عليه ما رويناه .

والظاهر أنها قالته سماعا إذ العقل لا يهتدي إليه .


قوله : قالت عائشة رضي الله عنها: الولد لا يبقى في البطن أكثر من سنتين ، ولو بظل مغزل ; قلت : أخرج الدارقطني ، ثم البيهقي في " سننيهما " من طريق ابن المبارك ثنا داود بن عبد الرحمن عن ابن جريج عن جميلة بنت سعد عن عائشة ، قالت : ما تزيد المرأة في الحمل على سنتين ، قدر ما يتحول ظل عمود المغزل انتهى .

وفي لفظ قالت : لا يكون الحمل أكثر من سنتين ، الحديث . وأخرج الدارقطني أيضا ، ومن جهته البيهقي عن الوليد بن مسلم ، قال : قلت لمالك بن أنس : إني حدثت عن عائشة أنها قالت : [ ص: 545 ] لا تزيد المرأة في حملها على سنتين قدر ظل المغزل ، فقال : سبحان الله من يقول هذا ؟ هذه جارتنا امرأة محمد بن عجلان امرأة صدق ، وزوجها رجل صدق ، حملت ثلاثة أبطن في اثنتي عشرة سنة ، كل بطن في أربع سنين انتهى .

قال البيهقي : وقول عمر : إن امرأة المفقود تتربص أربع سنين ، يشبه أن يكون إنما قاله لبقاء الحمل أربع سنين انتهى .

التالي السابق


الخدمات العلمية