نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

صفحة جزء
باب الولد من أحق به ؟

( وإذا وقعت الفرقة بين الزوجين فالأم أحق بالولد ) لما روي { أن امرأة [ ص: 546 ] قالت : يا رسول الله إن ابني هذا كان بطني له وعاء ، وحجري له حواء ، وثديي له سقاء ، وزعم أبوه أنه ينزعه مني ، فقال عليه الصلاة والسلام : أنت أحق به ما لم تتزوجي }ولأن الأم أشفق وأقدر على الحضانة . فكان الدفع إليها أنظر ، وإليه أشار الصديق رضي الله عنه بقوله : ريقها خير له من شهد وعسل عندك يا عمر ، قاله حين وقعت الفرقة بينه وبين امرأته ، والصحابة حاضرون متوافرون . ( والنفقة على الأب ) على ما نذكر


باب الولد من أحق به الحديث الأول : روي { أن امرأة قالت : يا رسول الله إن ابني هذا كان بطني له وعاء ، [ ص: 546 ] وحجري له حواء ، وثديي له سقاء ، وزعم أبوه أنه ينزعه مني ، فقال عليه السلام : أنت أحق به ما لم تتزوجي }; قلت : رواه أبو داود في " سننه " حدثنا محمد بن خالد السلمي ثنا الوليد عن أبي عمرو يعني الأوزاعي حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو { أن امرأة قالت : يا رسول الله ، إن ابني هذا كان بطني له وعاء ، وثديي له سقاء ، وحجري له حواء ، وإن أباه طلقني ، وأراد أن ينزعه مني ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنت أحق به ما لم تنكحي ، }انتهى .

ورواه الحاكم في " المستدرك " ، وصحح إسناده ، وأخرجه الدارقطني في " سننه " عن ابن جريج عن عمرو بن شعيب به ، ورواه عبد الرزاق في " مصنفه " أخبرنا المثنى بن الصباح عن عمرو به .

وعن عبد الرزاق رواه إسحاق بن راهويه في " مسنده " به سواء .

قوله : وإليه أشار الصديق رضي الله عنه بقوله : ريقها خير له من شهد وعسل عندك يا عمر ، قاله حين وقعت الفرقة بينه وبين امرأته ، والصحابة حاضرون متوافرون ; قلت : غريب بهذا اللفظ ; وروى ابن أبي شيبة في " مصنفه " حدثنا محمد بن بشر ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب طلق أم عاصم ، ثم أتى عليها ، وفي حجرها عاصم ، فأراد أن يأخذه منها ، فتجاذباه بينهما حتى بكى الغلام ، [ ص: 547 ] فانطلقا إلى أبي بكر ، فقال له أبو بكر : يا عمر مسحها ، وحجرها ، وريحها خير له منك ، حتى يشب الصبي فيختار لنفسه ، انتهى .

ورواه عبد الرزاق في " مصنفه " أخبرنا ابن جريج أخبرني عطاء الخراساني عن ابن عباس ، قال : طلق عمر بن الخطاب امرأته الأنصارية أم ابنه عاصم ، فلقيها تحمله بمحسر ، وقد فطم ، ومشى ، فأخذ بيده لينتزعه منها ، ونازعها إياه ، حتى أوجع الغلام ، وبكى ، وقال : أنا أحق بابني منك ، فاختصما إلى أبي بكر ، فقضى لها به ، وقال : ريحها وحجرها وفراشها خير له منك ، حتى يشب ، ويختار لنفسه انتهى .

حدثنا سفيان الثوري عن عاصم عن عكرمة ، قال : خاصمت امرأة عمر عمر إلى أبي بكر ، وكان طلقها ، فقال أبو بكر : هي أعطف ، وألطف ; وأرحم ، وأحنى ، وأرأف ، ، وهي أحق بولدها ما لم تتزوج انتهى .

ورواه مالك في " الموطأ في كتاب القضاء " أخبرنا يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد ، قال : كانت عند عمر امرأة من الأنصار فولدت له عاصما ، ثم فارقها عمر ، فركب يوما إلى قباء ، فوجد ابنه يلعب بفناء المسجد ، فأخذه بعضده فوضعه بين يديه على الدابة ، فأدركته جدة الغلام فنازعته إياه ، فأقبلا حتى أتيا أبا بكر ، فقال عمر : ابني ، وقالت المرأة : ابني ، فقال أبو بكر : خل بينه وبينها ، فما راجعه عمر الكلام ، انتهى .

ورواه عبد الرزاق في " مصنفه " حدثنا ابن عيينة عن يحيى بن سعيد به ، سواء ; ورواه البيهقي ، وزاد : ثم قال أبو بكر : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { لا توله والدة عن ولدها }انتهى .

ورواه ابن أبي شيبة في " مصنفه " حدثنا ابن إدريس عن يحيى بن سعيد عن القاسم أن عمر بن الخطاب طلق جميلة بنت ثابت بن أبي الأفلح ، فتزوجت ، فجاء عمر ، فأخذ ابنه ، فأدركته الشموس بنت أبي عامر الأنصارية ، وهي أم جميلة ، فأخذه ، فترافعا إلى أبي بكر ، فقال لعمر : خل بينها وبين ابنها ، فأخذته انتهى .

التالي السابق


الخدمات العلمية