نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

صفحة جزء
[ ص: 15 ] ( وإذا خرج عبد الحربي إلينا مسلما عتق ) { لقوله عليه الصلاة والسلام في عبيد الطائف حين خرجوا إليه مسلمين : هم عتقاء الله تعالى }ولأنه أحرز نفسه وهو مسلم ولا استرقاق على المسلم ابتداء


[ ص: 15 ] الحديث الخامس :

{ قال عليه السلام في عبيد الطائف حين خرجوا إليه مسلمين : هم عتقاء الله }; قلت : أخرجه أبو داود في " الجهاد " ، والترمذي في " المناقب " عن ابن إسحاق عن أبان بن صالح عن منصور بن المعتمر عن ربعي بن حراش عن علي ، واللفظ لأبي داود قال : { خرج عبدان إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية قبل الصلح ، فقال مواليهم : يا محمد ، والله ما خرجوا إليك رغبة في دينك ، وإنما خرجوا هربا من الرق ، فقال ناس : صدقوا يا رسول الله ردهم إليهم ، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : ما أراكم تنتهون [ ص: 16 ] يا معشر قريش حتى يبعث الله عليكم من يضرب رقابكم على هذا ، وأبى أن يردهم ، وقال : هم عتقاء الله سبحانه }انتهى .

قال الترمذي : حديث حسن صحيح غريب ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث ربعي عن علي ، ورواه الحاكم في " المستدرك في الجهاد " ، وقال : صحيح على شرط مسلم انتهى .

قال الواقدي في " غزوة الطائف من باب المغازي " : وحدثني موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبيه ، فذكره ، إلى أن قال : { ونادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ أيما عبد نزل من الحصن إلينا فهو حر ، فنزل أبو بكرة ، واسمه : نفيع ، وكان عبدا للحارث بن كلدة ، نزل في بكرة من الحصن ، فلذلك سمي بأبي بكرة ، ووردان عبد لعبد الله بن ربيعة الثقفي ، والمنبعث عبد لعثمان بن عامر ، والأزرق عبد لكلدة الثقفي ، ويحنس النبال عبد ليسار بن مالك ، وإبراهيم بن جابر عبد لخوشة الثقفي ; ويسار عبد لعثمان بن عبد الله ; ونافع عبد لغيلان بن سلمة ، ومرزوق عبد لعثمان ، كل هؤلاء أعتقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفع كل واحد منهم لرجل من المسلمين يمونه ، ويقرئه ، ويعلمه الشريعة ، وكان أبو بكرة إلى عمرو بن سعيد بن العاص ، فلما أسلمت ثقيف تكلموا في هؤلاء أن يردوا إلى الرق ، فقال عليه السلام : أولئك عتقاء الله لا سبيل إليهم }مختصر .

{ حديث آخر } :

رواه أحمد ، وإسحاق بن راهويه في " مسنديهما " ، وابن أبي شيبة في " مصنفه " ، والطبراني في " معجمه " عن الحجاج بن أرطاة عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس { أن عبدين خرجا من الطائف فأسلما ، فأعتقهما النبي صلى الله عليه وسلم ، أحدهما : أبو بكرة }انتهى .

{ حديث آخر } :

رواه عبد الرزاق في " مصنفه في الجهاد " حدثنا معمر عن عاصم بن سليمان ثنا أبو عثمان النهدي عن أبي بكرة { أنه خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محاصر أهل الطائف بثلاثة وعشرين عبدا ، فأعتقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم الذين يقال لهم : العتقاء }انتهى .

{ حديث آخر } :

مرسل ، أخرجه أبو داود في " المراسيل " عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي عن عبد ربه بن الحكم { أن النبي صلى الله عليه وسلم لما حاصر الطائف ، خرج إليه أرقاء من [ ص: 17 ] أرقائهم ، فأسلموا ، فأعتقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أسلم مواليهم بعد ذلك رد النبي صلى الله عليه وسلم الولاء إليهم }انتهى .

قال ابن القطان في " كتابه " : وعبد ربه بن الحكم لا يعرف حاله ، ولا يعرف روى عنه إلا الذي روى عنه هذا المرسل ، وهو عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي انتهى .

{ حديث آخر } :

مرسل ، أخرجه البيهقي عن ابن إسحاق عن عبد الله بن مكرم الثقفي { عن النبي صلى الله عليه وسلم فيمن خرج إليه من عبيد الطائف ، ثم وفد أهل الطائف فأسلموا ، فقالوا : يا رسول الله رد علينا رقيقنا الذين أتوك ، فقال : لا ، أولئك عتقاء الله . ورد على كل رجل ولاء عبده }انتهى كلامه .

التالي السابق


الخدمات العلمية