نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

صفحة جزء
باب ما يكون يمينا وما لا يكون يمينا [ ص: 54 ] قال : ( واليمين بالله تعالى أو باسم آخر من أسماء الله تعالى كالرحمن والرحيم أو بصفة من صفاته التي يحلف بها عرفا كعزة الله وجلاله وكبريائه ) لأن الحلف بها متعارف ، ومعنى اليمين وهو القوة حاصل ; لأنه يعتقد تعظيم الله وصفاته فصلح ذكره حاملا ومانعا .

قال : ( إلا قوله وعلم الله فإنه لا يكون يمينا ) لأنه غير متعارف ، ولأنه يذكر ويراد به المعلوم ، يقال : اللهم اغفر علمك فينا ، أي معلوماتك .

( ولو قال : وغضب الله وسخطه لم يكن حالفا ) وكذا ورحمة الله ، لأن الحلف بها غير متعارف ، ولأن الرحمة قد يراد بها أثرها وهو المطر أو الجنة والغضب والسخط يراد بهما العقوبة .

( ومن حلف بغير الله لم يكن حالفا كالنبي والكعبة ) لقوله عليه الصلاة والسلام : { من كان منكم حالفا فليحلف بالله أو ليذر }( وكذا إذا حلف بالقرآن ) لأنه غير متعارف قال رضي الله عنه : معناه أن يقول : والنبي والقرآن .

أما لو قال : أنا بريء منهما يكون يمينا لأن التبري منهما كفر .


باب ما يكون يمينا ، وما لا يكون يمينا [ ص: 54 ] الحديث الثالث :

قال عليه السلام : { من كان حالفا ، فليحلف بالله أو ليذر }قلت : أخرجه الجماعة إلا النسائي عن نافع عن ابن عمر { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أدرك عمر وهو في ركب وهو يحلف بالله ، فقال : إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم ، فمن كان حالفا فليحلف بالله أو ليسكت } ، ولفظ " الصحيحين " : أو ليصمت ، وعجبت من الشيخ زكي الدين كيف عزاه للنسائي ، وترك الترمذي ، والنسائي لم يذكره ، والترمذي ذكره برمته ، والله أعلم ; وفي " الصحيحين " عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { من كان حالفا فلا يحلف إلا بالله ، وكانت قريش تحلف بآبائها ; فقال : لا تحلفوا بآبائكم }انتهى .

التالي السابق


الخدمات العلمية