نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

صفحة جزء
[ ص: 221 ] كتاب السير

السير : جمع سيرة ، وهي الطريقة في الأمور . وفي الشرع تختص بسير النبي عليه الصلاة والسلام في مغازيه .

قال : ( الجهاد ) ( فرض على الكفاية إذا قام به فريق من الناس سقط عن الباقين ) أما الفرضية فلقوله تعالى : { قاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة }ولقوله عليه الصلاة والسلام : { الجهاد ماض إلى يوم القيامة }وأراد به فرضا باقيا ، وهو فرض على الكفاية ، لأنه ما فرض لعينه إذ هو إفساد في نفسه ، وإنما فرض لإعزاز دين الله ودفع الشر عن العباد ، فإذا حصل المقصود بالبعض سقط عن الباقين كصلاة الجنازة ورد السلام ( فإن لم يقم به أحد أثم جميع الناس بتركه ) لأن الوجوب على الكل ، ولأن في اشتغال الكل به قطع مادة الجهاد من الكراع والسلاح فيجب على الكفاية ( إلا أن يكون النفير عاما ) فحينئذ يصير من فروض الأعيان لقوله تعالى: { انفروا خفافا وثقالا }الآية .

وقال في الجامع الصغير : الجهاد واجب إلا أن المسلمين في سعة حتى يحتاج إليهم فأول هذا الكلام إشارة إلى الوجوب على الكفاية وآخره إلى النفير العام ، وهذا لأن المقصود عند ذلك لا يتحصل إلا بإقامة الكل [ ص: 222 ] فيفترض على الكل


[ ص: 218 - 221 ] كتاب السير

الحديث الأول : قال عليه السلام : { الجهاد ماض إلى يوم القيامة }قلت : أخرجه أبو داود في " سننه " عن يزيد بن أبي نشبة عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { ثلاث من أصل الإيمان : الكف عمن قال لا إله إلا الله ، ولا تكفره بذنب ، ولا تخرجه من الإسلام بعمل ، والجهاد ماض منذ بعثني الله إلى أن يقاتل آخر أمتي الدجال ، لا يبطله جور جائر ، ولا عدل عادل ، والإيمان بالأقدار }انتهى .

وبقية السند : حدثنا سعيد بن منصور ثنا أبو معاوية ثنا جعفر بن برقان عن يزيد بن أبي نشبة به ، قال المنذري في " مختصره " : يزيد بن أبي نشبة في معنى المجهول ، وقال عبد الحق : يزيد بن أبي نشبة هو رجل من بني سليم ، لم يرو عنه إلا جعفر بن برقان ، انتهى .

التالي السابق


الخدمات العلمية