نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

صفحة جزء
قال : ( ولا بأس ببيع من يزيد ) وتفسيره ما ذكرنا ، وقد صح " { أن النبي عليه الصلاة والسلام باع قدحا وحلسا ببيع من يزيد }" ولأنه بيع الفقراء والحاجة ماسة إليه ( نوع منه ) .


الحديث السابع عشر : قال المصنف : وقد صح { أن النبي صلى الله عليه وسلم باع قدحا وحلسا ببيع من يزيد }; قلت : رواه أصحاب السنن الأربعة : فأبو داود في " الزكاة " ، وابن ماجه في " التجارات " عن عيسى بن يونس عن الأخضر بن عجلان عن أبي بكر عبد الله الحنفي عن أنس بن مالك { أن رجلا من الأنصار أتى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله ، فقال له : ما في بيتك شيء ؟ [ ص: 482 ] قال : بلى ، حلس يلبس بعضه ، ويبسط بعضه ، وقعب يشرب فيه الماء ، قال : آتني بهما ، فأتاه بهما فأخذهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : من يشتري هذين ؟ فقال رجل : أنا آخذهما بدرهم ، قال : من يزيد على درهم ؟ مرتين أو ثلاثا ، فقال رجل : أنا آخذهما بدرهمين ، فأعطاهما إياه ، وأخذ الدرهمين ، فأعطاهما الأنصاري ، وقال : اشتر بأحدهما طعاما فانبذه إلى أهلك ، واشتر بالآخر قدوما ، فأتني به ، فأتاه به ، فشد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عودا بيده ، ثم قال له : اذهب فاحتطب ، وبع ، ولا أرينك خمسة عشر يوما ، فذهب الرجل يحتطب ويبيع ، فجاء ، وقد أصاب عشرة دراهم ، فاشتري ببعضها ثوبا ، وببعضها طعاما ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هذا خير لك من أن تجيء المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة ، إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة ، لذي فقر مدقع ، أو لذي غرم مفظع ، أو لذي دم موجع } ، انتهى .

وأخرجه الترمذي عن عبيد الله بن شميط بن عجلان عن الأخضر بن عجلان به ، مختصرا ، { أن النبي صلى الله عليه وسلم باع حلسا وقدحا فيمن يزيد }انتهى .

وكذلك أخرجه النسائي عن المعتمر بن سليمان ، وعيسى بن يونس عن الأخضر بن عجلان به ، مختصرا قال الترمذي : حديث حسن ، لا نعرفه إلا من حديث الأخضر بن عجلان عن عبد الله الحنفي ، وقد رواه غير واحد عن الأخضر بن عجلان انتهى .

وقال في " علله الكبير " : سألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث ، فقال : الأخضر بن عجلان : ثقة ، وأبو بكر الحنفي اسمه عبد الله انتهى .

ورواه أحمد في " مسنده " حدثنا يحيى بن سعيد عن الأخضر بن عجلان به ; ورواه إسحاق بن راهويه في " مسنده " حدثنا النضر بن إسماعيل عن الأخضر بن عجلان به ; ورواه أبو يعلى الموصلي في " مسنده " عن هارون بن مسلم بن هرمز عن الأخضر بن عجلان به ; ورواه الترمذي في " علله الكبير " حدثنا علي بن سعيد الكندي ثنا معتمر بن سليمان عن الأخضر بن عجلان عن أبي بكر الحنفي عن أنس بن مالك عن رجل من الأنصار { أن النبي صلى الله عليه وسلم باع حلسا ، وقدحا ، فيمن يزيد }انتهى .

ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه " حدثنا المعتمر بن سليمان به سندا ومتنا ، قال ابن القطان في " كتابه " : وهذا اللفظ يعطي أن أنسا لم يشاهد القصة ، [ ص: 483 ] ولا سمع ما فيها عن النبي صلى الله عليه وسلم فالله أعلم أن تلك الرواية مرسلة أو لا ، قال : والحديث معلول بأبي بكر الحنفي ، فإني لا أعرف أحدا نقل عدالته ، فهو مجهول الحال ، وإنما حسن الترمذي حديثه على عادته في قبول المشاهير ، وقد روى عنه جماعة ليسوا من مشاهير أهل العلم ، وهم عبد الرحمن ، وعبيد الله بن شميط ، وعمهما الأخضر بن عجلان ، والأخضر ، وابن أخيه عبيد الله ثقتان ، وأما عبد الرحمن فلا يعرف حاله انتهى .

التالي السابق


الخدمات العلمية