نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

صفحة جزء
باب المرابحة والتولية

قال : ( المرابحة : نقل ما ملكه بالعقد الأول بالثمن الأول مع زيادة ربح . والتولية : نقل ما ملكه بالعقد الأول بالثمن الأول من غير زيادة ربح ) والبيعان جائزان لاستجماع شرائط الجواز والحاجة ماسة إلى هذا النوع من البيع ، لأن الغبي الذي لا يهتدي في التجارة يحتاج إلى أن يعتمد فعل الذكي المهتدي وتطيب نفسه بمثل ما اشترى وبزيادة ربح فوجب القول بجوازهما ، ولهذا كان مبناهما على الأمانة والاحتراز عن الخيانة وعن شبهتها ، وقد صح " { أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد الهجرة ابتاع أبو بكر رضي الله عنه بعيرين ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ولني أحدهما ، فقال هو لك بغير شيء ، فقال عليه الصلاة والسلام أما بغير ثمن فلا }" .


[ ص: 493 - 494 ] باب المرابحة والتولية

الحديث الأول : قال المصنف : وقد صح { أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد الهجرة ابتاع أبو بكر رضي الله عنه بعيرين ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ولني أحدهما ، فقال : هو لك بغير شيء ، فقال : أما بغير ثمن فلا }" ; قلت : غريب ; وروى عبد الرزاق في " مصنفه " أخبرنا معمر عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن سعيد بن المسيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { التولية والإقالة سواء لا بأس به }" أخبرنا ابن جريج عن ربيعة عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا مستفاضا بالمدينة ، قال : { من ابتاع طعاما ، فلا يبعه حتى يقبضه ، ويستوفيه ، إلا أن يشرك فيه ، أو يوليه ، أو يقيله } ، انتهى .

وحديث أبي بكر : في " البخاري " عن الزهري عن عروة عن عائشة ، وفيه { أن أبا بكر قال للنبي صلى الله عليه وسلم : خذ بأبي أنت وأمي يا رسول الله إحدى راحلتي هاتين ، فقال [ ص: 495 ] عليه السلام : بالثمن } ، الحديث . ليس فيه غير ذلك ، أخرجه في " بدء الخلق " ، ورواه أحمد في " مسنده " ، ولفظه : { فأعطاه أبو بكر إحدى الراحلتين ، فقال : خذها يا رسول الله فاركبها ، فقال عليه السلام : قد أخذتها بالثمن } ، الحديث . وفي " الطبقات " لابن سعد ، وكان أبو بكر قد اشتراهما بثمانمائة درهم من نعم بني قشير ، فأخذ إحداهما ، وهي القصواء ، الحديث .

وأخرج ابن أبي شيبة في " مصنفه " عن الحسن ، وابن سيرين ، والشعبي ، وطاوس ، قالوا : التولية بيع ، وأخرج نحوه عن الزهري ، وزاد : { ولا بيع حتى يقبض } ، انتهى .

التالي السابق


الخدمات العلمية