نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

صفحة جزء
( وإن شهد رجل وامرأتان فرجعت امرأة ضمنت ربع الحق ) لبقاء ثلاثة الأرباع ببقاء من بقي ( وإن رجعتا ضمنتا نصف الحق ) لأن بشهادة الرجل بقي نصف الحق ( وإن شهد رجل وعشرة نسوة ثم رجع ثمان فلا ضمان عليهن ) لأنه بقي من يبقى بشهادته كل الحق ( فإن رجعت أخرى كان عليهن ربع الحق ) لأنه بقي النصف بشهادة الرجل والربع بشهادة الباقية فبقي ثلاثة الأرباع ( وإن رجع الرجل والنساء فعلى الرجل سدس الحق ، وعلى النسوة خمسة أسداسه عند أبي حنيفة رحمه الله ، وقالا : على الرجل النصف ، وعلى النسوة النصف ) لأنهن وإن كثرن يقمن مقام رجل واحد ، ولهذا لا تقبل شهادتهن إلا بانضمام رجل واحد . ولأبي حنيفة رحمه الله أن كل امرأتين قامتا مقام رجل واحد . قال عليه الصلاة والسلام [ ص: 107 ] في نقصان عقلهن : { عدلت شهادة اثنتين منهن شهادة رجل واحد }فصار كما إذا شهد بذلك ستة رجال ثم رجعوا ( وإن رجع النسوة العشرة دون الرجل كان عليهن نصف الحق على القولين ) لما قلنا . ( ولو شهد رجلان وامرأة بمال ثم رجعوا فالضمان عليهما دون المرأة ) لأن الواحدة ليست بشاهدة بل هي بعض الشاهد فلا يضاف إليه الحكم .


باب الرجوع عن الشهادة حديث واحد : قال عليه السلام في " نقصان عقل النساء " : { عدلت شهادة اثنتين منهن بشهادة رجل }; قلت : روي من حديث الخدري ومن حديث ابن عمر ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن مسعود . [ ص: 106 ] فحديث الخدري : أخرجه البخاري في " الوضوء " ، وفي " العيدين " ، وفي " الزكاة " ، وفي " الصوم " عن عياض بن عبد الله عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { : يا معشر النساء تصدقن ، وأكثرن الاستغفار ، فإني رأيتكن أكثر أهل النار ، [ ص: 107 ] فقالت امرأة منهن : يا رسول الله ، وما لنا أكثر أهل النار ؟ قال : تكثرن اللعن ، وتكفرن العشير ، ما رأيت من ناقصات عقل ودين ، أغلب لذي لب منكن ، قالت : يا رسول الله ، وما نقصان العقل والدين ؟ قال : أما نقصان العقل ، فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل ، فهذا نقصان العقل ، وتمكث الليالي لا تصلي ، وتفطر في رمضان ، فهذا نقصان الدين }انتهى .

ورواه مسلم محيلا على ما قبله ، لم يذكر النص فيه ، ورواه من حديث أبي هريرة أيضا محيلا على ما قبله ، فقال بعد حديث ابن عمر هذا : وعن أبي سعيد ، وأبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله انتهى .

وأما حديث ابن عمر : فأخرجه مسلم في " كتاب الإيمان " عن عبد الله بن دينار عن [ ص: 108 ] ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { يا معشر النساء تصدقن ، وأكثرن الاستغفار } ، إلى آخره سواء ، ثم ذكر بعده حديث الخدري ، وأبي هريرة ، محيلا عليه ، وقال بمثله . وأما حديث ابن مسعود : فأخرجه الحاكم في " المستدرك في النكاح " عنه مرفوعا ، نحوه سواء ، إلا أنه قال { : وأما نقصان دينهن ، فإن إحداهن تقعد ما شاء الله من يوم وليلة ، لا تسجد لله سجدة } ، وقال : حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه انتهى .

التالي السابق


الخدمات العلمية