نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

صفحة جزء
[ ص: 79 - 80 ] وقال مالك رحمه الله : تجوز عن أهل بيت واحد وإن كانوا أكثر من سبعة ولا تجوز عن أهل بيتين وإن كانوا أقل منها لقوله عليه الصلاة والسلام : " { على كل أهل بيت في كل عام أضحاة وعتيرة }" .

قلنا المراد منه والله أعلم قيم أهل البيت ; لأن اليسار له يؤيده ما يروى " { على [ ص: 81 ] كل مسلم في كل عام أضحاة وعتيرة }" ولو كانت البدنة بين اثنين نصفين تجوز في الأصح ; لأنه لما جاز ثلاثة الأسباع جاز نصف السبع تبعا له ، وإذا جاز على الشركة فقسمة اللحم بالوزن ; لأنه موزون ، ولو اقتسموا جزافا لا يجوز إلا إذا كان معه شيء من الأكارع والجلد اعتبار بالبيع .


[ ص: 80 ] الحديث الرابع : قال عليه السلام : { على كل أهل بيت في كل عام أضحاة . وعتيرة }; قلت : أخرجه أصحاب السنن الأربعة عن ابن عون عن أبي رملة ثنا مخنف بن سليم ، { قال : كنا وقوفا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفات ، فقال : يا أيها الناس على كل أهل بيت في كل عام أضحاة ، وعتيرة ، أتدرون ما العتيرة ؟ هي التي يقول ، الناس : إنها الرجبية }انتهى . ذكره النسائي في " الفرع والعتيرة " ، والباقون في " الضحايا " ، قال الترمذي : حديث حسن غريب ، لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه ، من حديث ابن عون انتهى .

ورواه أحمد ، وابن أبي شيبة ، وأبو يعلى الموصلي ، والبزار في " مسانيدهم " ، والبيهقي في " سننه " ، والطبراني في " معجمه " ، وقال عبد الحق : إسناده ضعيف ، قال ابن القطان : وعلته الجهل بحال أبي رملة ، واسمه عامر ، فإنه لا يعرف إلا بهذا ، يرويه عنه ابن عون ، وقد رواه عنه أيضا ابنه حبيب بن مخنف ، وهو مجهول أيضا ، كأبيه ، انتهى

قلت : رواه من هذه الطريق عبد الرزاق في " مصنفه " أخبرنا ابن جريج أخبرني عبد الكريم عن حبيب بن مخنف بن سليم عن أبيه ، قال : { انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة ، وهو يقول : هل تعرفونها ؟ فلا أدري ما رجعوا إليه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : على أهل كل بيت أن يذبحوا شاة في رجب ، وفي كل أضحى شاة }انتهى

ومن طريق عبد الرزاق رواه الطبراني في " معجمه " بسنده ومتنه ، وقال البيهقي في " المعرفة " : إن صح هذا ، فالمراد به على طريق الاستحباب ، بدليل أنه قرن بين الأضحية والعتيرة ، غير واجبة بالإجماع انتهى

قوله : ويروى : { على كل مسلم في كل عام أضحاة وعتيرة }; قلت : رواية غريبة ، [ ص: 81 ] وجهل من استشهد بحديث مخنف بن سليم المتقدم .

التالي السابق


الخدمات العلمية