نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

صفحة جزء
[ ص: 110 ] قال : ( ولا بأس بتوسده والنوم عليه عند أبي حنيفة رحمه الله . وقالا : يكره ) وفي الجامع الصغير ذكر قول محمد وحده ، ولم يذكر قول أبي يوسف ، [ ص: 111 ] وإنما ذكره القدوري وغيره من المشايخ ، وكذا الاختلاف في ستر الحرير وتعليقه على الأبواب لهما : العمومات ، ولأنه من زي الأكاسرة والجبابرة ، والتشبه بهم حرام .

وقال عمر رضي الله عنه : " إياكم وزي الأعاجم " .

وله ما روي " { أنه عليه الصلاة والسلام جلس على مرفقة حرير }" .

وقد كان على بساط عبد الله بن عباس رضي الله عنهما مرفقة حرير ، ولأن القليل من الملبوس مباح كالأعلام ، فكذا القليل من اللبس والاستعمال ، والجامع كونه نموذجا على ما عرف .


[ ص: 110 ] قوله : عن عمر رضي الله عنه أنه قال : إياكم وزي الأعاجم ; قلت : رواه ابن حبان في " صحيحه " في النوع التاسع ، من القسم الرابع ، من حديث شعبة عن قتادة ، قال : سمعت أبا عثمان يقول : أتانا كتاب عمر ، ونحن بأذربيجان مع عتبة بن فرقد ، أما بعد : فاتزروا ، وارتدوا ، وانتعلوا ، وارموا بالخفاف ، واقطعوا السراويلات ، وعليكم بلباس أبيكم إسماعيل ، وإياكم والتنعم ، وزي العجم ، وعليكم بالشمس ، فإنها حمام العرب ، واخشوشنوا ، واخلولقوا ، وارموا الأغراض ، وانزوا نزوا ، { وأن النبي صلى الله عليه وسلم نهانا عن الحرير ، إلا هكذا ، وضم إصبعيه : السبابة والوسطى }انتهى

ورواه البيهقي في " شعب الإيمان " في الباب التاسع والثلاثين ، عن الحاكم بسنده إلى الحارث بن أبي أسامة ثنا أبو النضر ثنا شعبة به ، سواء ، وأخرجه مسلم في " صحيحه " بلفظ : وإياكم والتنعم ، وزي أهل الشرك ، ولبوس الحرير ، والمصنف استدل بهذا الأثر للصاحبين على كراهية توسد الحرير ، ولو استدل على ذلك بحديث حذيفة لكان أولى ، أخرجه البخاري عن ابن أبي ليلى عن حذيفة ، قال : { نهانا النبي صلى الله عليه وسلم أن نشرب في آنية الذهب والفضة ، وأن نأكل فيها ، وعن لبس الحرير والديباج ، وأن نجلس عليه }انتهى . وهو من مفردات البخاري ، ولم أجد الحميدي ذكره ، وذكره عبد الحق في " الجمع بين الصحيحين " .

الحديث الثامن : روي { أن النبي صلى الله عليه وسلم جلس على مرفقة حرير }; قلت : غريب جدا .

قوله : وروي أنه كان على بساط ابن عباس مرفقة حرير ; قلت : يشكل على المذهب حديث حذيفة . قال : { نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نشرب في آنية الذهب والفضة ، وأن نأكل فيها ، وعن لبس الحرير والديباج ، وأن نجلس عليه }انتهى

أخرجه البخاري . رواه ابن سعد في " الثقات في ترجمة ابن عباس " ، وهي في أول الطبقة الخامسة ممن مات مع النبي صلى الله عليه وسلم وهم أحداث الأسنان ، فقال : حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين ثنا مسعر عن راشد ، مولى لبني عامر ، قال : رأيت على فراش ابن عباس مرفقة حرير انتهى

أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء ثنا عمرو بن أبي المقدام عن مؤذن بني وادعة ، قال : دخلت على عبد الله بن عباس ، وهو متكئ على مرفقة حرير ، وسعيد بن جبير عند رجليه ، وهو يقول له : انظر كيف تحدث عني ، فإنك حفظت عني كثيرا ، انتهى

التالي السابق


الخدمات العلمية