نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

صفحة جزء
قال : ( ولا يقرب المظاهر ولا يلمس ولا يقبل ولا ينظر إلى فرجها بشهوة حتى يكفر ) ; لأنه لما حرم الوطء إلى أن يكفر حرم الدواعي للإفضاء إليه ; لأن الأصل أن سبب الحرام حرام كما في الاعتكاف والإحرام ، وفي المنكوحة إذا وطئت بشبهة ; بخلاف حالة الحيض والصوم ; لأن الحيض يمتد شطر عمرها [ ص: 150 ] والصوم يمتد شهرا فرضا وأكثر العمر نفلا ففي المنع عنها بعض الحرج ولا كذلك ما عددناها لقصور مددها وقد صح { أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يقبل وهو صائم ويضاجع نساءه وهن حيض }.


[ ص: 149 ] الحديث السابع والعشرون : وقد صح { أنه عليه السلام كان يقبل نساءه وهو صائم ، ويضاجعهن وهن حيض }; قلت : هما حديثان فالأول : رواه الأئمة الستة في " كتبهم " عن الأسود ، وعلقمة عن عائشة إلا ابن ماجه فإنه أخرجه عن القاسم بن محمد عنها ، قالت : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم ، ويباشر وهو صائم ، ولكنه أملككم لإربه }انتهى . وأخرجوه إلا البخاري عن عمرو بن ميمون عن عائشة ، { قالت : كان [ ص: 150 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل في شهر الصوم }انتهى .

وفي لفظ لهما بهذا الإسناد ، { قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل في رمضان وهو صائم } ، انتهى .

وأخرج مسلم عن حفصة قالت : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم }انتهى .

وأخرج البخاري ، ومسلم عن أم سلمة { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبلها وهو صائم }انتهى .

وأخرجه أبو داود عن محمد بن دينار عن سعد بن أوس عن مصدع أبي يحيى عن عائشة { أن النبي صلى الله عليه وسلم ; كان يقبلها ، وهو صائم ، ويمص لسانها }انتهى . وبوب عليه " باب الصائم يبتلع الريق " ، وهو منازع في ذلك ; إذ لا يلزم من المص الابتلاع ، فقد يمكن أنه يمصه ويمجه ; ورواه أحمد في " مسنده " ، وهو حديث ضعيف ، قال ابن عدي : ويمص لسانها لا يقوله إلا محمد بن دينار . وقد ضعفه يحيى بن معين ، وسعد بن أوس ، قال ابن معين فيه أيضا : بصري ضعيف ، وقال عبد الحق في " أحكامه " : هذا حديث لا يصح ، فإن ابن دينار ، وابن أوس لا يحتج بهما ، وقال ابن الأعرابي : بلغني عن أبي داود ، قال : هذا الحديث غير صحيح انتهى كلام عبد الحق . وأعله ابن القطان في " كتابه " بمصدع فقط ، وقال : قال السعدي : كان مصدع زائغا حائدا عن الطريق يعني في التشيع وتعقب بأنه أخرج له مسلم في " صحيحه " ، وقال ابن الجوزي في " العلل المتناهية " : محمد بن دينار ، [ ص: 151 ] وسعد بن أوس ، ومصدع ضعفاء بمرة انتهى .

الحديث الثاني : أخرجه الأئمة الستة أيضا عن الأسود عن عائشة ، { قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر إحدانا إذا كانت حائضا أن تتزر ، ثم يضاجعها } ، وفي لفظ : { ثم يباشرها } ، وأخرج البخاري ، ومسلم عن زينب بنت أم سلمة عن أمها أم سلمة ، قالت : { بينما أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعة معه في الخميلة حضت ، فانسللت ، فأخذت ثياب حيضتي ، فقال : أنفست ؟ قلت : نعم ، فدعاني ، فاضطجعت معه في الخميلة }انتهى

التالي السابق


الخدمات العلمية