نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

صفحة جزء
مسائل متفرقة قال : ( ويكره التعشير والنقط في المصحف ) لقول ابن مسعود رضي الله عنه : جردوا القرآن ويروى جردوا المصاحف ، وفي التعشير والنقط ترك [ ص: 174 ] التجريد ; لأن التعشير يخل بحفظ الآي ، والنقط بحفظ الإعراب اتكالا عليه فيكره .

قالوا في زماننا لا بد للعجم من دلالة فترك ذلك إخلال بالحفظ وهجران القرآن فيكون حسنا .


مسائل متفرقة

قوله : عن ابن مسعود أنه قال : جردوا القرآن ، ويروى جردوا المصاحف ; قلت : [ ص: 174 ] رواه ابن أبي شيبة في " مصنفه في الصلاة وفي فضائل القرآن " حدثنا وكيع عن سفيان عن الأعمش عن إبراهيم ، قال : قال عبد الله : جردوا القرآن انتهى .

حدثنا سهل بن يوسف عن حميد الطويل عن معاوية بن قرة عن أبي المغيرة عن ابن مسعود ، فذكره . حدثنا وكيع ثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن أبي الزعراء عن عبد الله بن مسعود ، قال : جردوا القرآن ، لا تلحقوا به ما ليس منه انتهى .

وبهذا السند رواه عبد الرزاق في " مصنفه في أواخر الصوم " أخبرني الثوري عن سلمة بن كهيل به ; ومن طريق عبد الرزاق رواه الطبراني في " معجمه " ، ومن طريق ابن أبي شيبة رواه إبراهيم الحربي في كتابه " غريب الحديث " ، وقال : قوله : جردوا القرآن يحتمل فيه أمران : أحدهما : أي جردوه في التلاوة ، لا تخلطوا به غيره ; والثاني أي جردوه في الخط من النقط ، والتعشير انتهى .

قلت : الثاني أولى ; لأن الطبراني أخرج في " معجمه " عن مسروق عن ابن مسعود ، أنه كان يكره التعشير في المصحف انتهى .

وأخرجه البيهقي في " كتاب المدخل " عن سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل به : جردوا القرآن ، قال أبو عبيد : كان إبراهيم يذهب به إلى نقط المصاحف ، ويروى عن عبد الله أنه كره التعشير في المصاحف ، قال البيهقي : وفيه وجه آخر هو أبين ، وهو أنه أراد لا تخلطوا به غيره من الكتب ; لأن ما خلا القرآن من كتب الله تعالى إنما يؤخذ عن اليهود والنصارى ، وليسوا بمأمونين عليها ، وقوى هذا الوجه بما أخرجه عن الشعبي عن قرظة بن كعب ، قال : لما خرجنا إلى العراق خرج معنا عمر بن الخطاب يشيعنا ، وقال لنا : إنكم تأتون أهل قرية لهم دوي بالقرآن كدوي النخل ، فلا تشغلوهم بالأحاديث فتصدوهم ، وجردوا القرآن ، قال : فهذا معناه ، أي لا تخلطوا معه غيره ، انتهى . ورواية " { جردوا المصاحف }" غريبة .

التالي السابق


الخدمات العلمية