نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

صفحة جزء
[ ص: 360 ] قال : ( وإذا قتل جماعة واحدا عمدا اقتص من جميعهم ) لقول عمر رضي الله عنه فيه : لو تمالأ عليه أهل صنعاء لقتلتهم ، ولأن القتل بطريق التغالب غالب والقصاص مزجرة للسفهاء فيجب تحقيقا لحكمة الإحياء


قوله : عن عمر رضي الله عنه أنه قال : لو تمالأ عليه أهل صنعاء لقتلتهم جميعا ; قلت : رواه مالك في " الموطإ " أخبرنا يحيى بن سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب [ ص: 361 ] قتل نفرا : خمسة ، أو سبعة برجل قتلوه غيلة ، وقال : لو تمالأ عليه أهل صنعاء لقتلتهم [ ص: 362 ] به انتهى .

وعن مالك رواه محمد بن الحسن في " موطئه " ، والشافعي في " مسنده " ، وذكره البخاري في " صحيحه في كتاب الديات " ولم يصل به سنده ، [ ص: 363 ] ولفظه : وقال ابن بشار : حدثنا يحيى عن عبيد الله عن ابن عمر أن غلاما قتل غيلة ، [ ص: 364 ] فقال عمر : لو اشترك فيه أهل صنعاء لقتلتهم به ، وقال مغيرة بن حكيم عن أبيه : إن [ ص: 365 ] أربعة قتلوا صبيا ، فقال عمر مثله انتهى .

ورواه ابن أبي شيبة في " مصنفه " حدثنا عبد الله بن نمير عن يحيى بن سعيد به ، ومن طريق ابن أبي شيبة رواه الدارقطني في " سننه " ، ورواه ابن أبي شيبة أيضا .

حدثنا وكيع ثنا العمري عن نافع عن ابن عمر أن [ ص: 366 ] عمر بن الخطاب قتل سبعة من أهل صنعاء برجل ، وقال : لو اشترك فيه أهل صنعاء لقتلتهم انتهى .

ورواه مطولا عبد الرزاق في " مصنفه " فقال : أخبرنا ابن جريج أخبرني عمرو بن دينار أن حي بن يعلى أخبرنا أنه سمع يعلى يخبر بهذا الخبر ، وأن اسم المقتول أصيل ، قال : كانت امرأة بصنعاء لها ربيب ، فغاب زوجها ، وكان لها أخلاء ، [ ص: 367 ] فقالوا : إن هذا الغلام هو يفضحنا ، فانظروا كيف تصنعون به ، فتمالئوا عليه ، وهم سبعة نفر مع المرأة ، فقتلوه ، وألقوه في بئر غمدان ، فلما فقد الغلام خرجت امرأة أبيه ، وهي التي قتلته ، وهي تقول : اللهم لا تخف علي من قتل أصيلا ، قال : وخطب يعلى الناس في أمره ، قال : فمر رجل بعد أيام ببئر غمدان ، فإذا هو بذباب عظيم أخضر يطلع من البئر مرة ، ويهبط أخرى ، قال : فأشرف على البئر ، فوجد ريحا منكرة ، فأتى إلى يعلى ، فقال : ما أظن إلا قد قدرت لكم على صاحبكم ، وقص عليه القصة ، فأتى يعلى حتى وقف على البئر ، والناس معه ، فقال أحد أصدقاء المرأة ، ممن قتله : دلوني بحبل ، فدلوه ، فأخذ الغلام ، فغيبه في سرب من البئر ، ثم رفعوه ، فقال : لم أقدر على شيء ، فقال رجل آخر : دلوني ، فدلوه ، فاستخرجه ، فاعترفت المرأة ، واعترفوا كلهم ، فكتب يعلى إلى عمر ، فكتب إليه أن اقتلهم ، فلو تمالأ عليه أهل صنعاء لقتلتهم به انتهى .

وفي الباب : ما رواه ابن أبي شيبة في " مصنفه " حدثنا وكيع ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب ، قال : خرج رجال سفر ، فصحبهم رجل ، فقدموا ، وليس [ ص: 368 ] معهم ، فاتهمهم أهله ، فقال شريح : شهودكم أنهم قتلوا صاحبكم ، وإلا حلفوا بالله ما قتلوه ، فأتى بهم إلى علي ، وأنا عنده ، ففرق بينهم ، فاعترفوا ، فأمر بهم ، فقتلوا انتهى .

حدثنا أبو معاوية عن مجالد عن الشعبي عن المغيرة بن شعبة أنه قتل سبعة برجل انتهى .

وروى عبد الرزاق في " مصنفه " أخبرنا إبراهيم بن أبي يحيى الأسلمي عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس ، قال : لو أن مائة قتلوا رجلا قتلوا به ، انتهى .

التالي السابق


الخدمات العلمية