نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

صفحة جزء
قال : ( وإن مرت دابة بين القريتين وعليها قتيل فهو على أقربهما ) لما روي { أن النبي عليه الصلاة والسلام أتي بقتيل وجد بين قريتين فأمر أن يذرع }وعن عمر رضي الله عنه أنه لما كتب إليه في القتيل الذي وجد بين وادعة وأرحب كتب بأن يقيس بين قريتين فوجد القتيل إلى وادعة أقرب فقضى عليهم بالقسامة ، قيل : هذا محمول على ما إذا كان بحيث يبلغ أهله الصوت ، لأنه إذا كان بهذه الصفة يلحقه الغوث فتمكنهم النصرة وقد قصروا . [ ص: 473 ] قالوا : ( وإن وجد القتيل في دار إنسان فالقسامة عليه ) لأن الدار في يده ( والدية على عاقلته ) لأن نصرته منهم وقوته بهم .


الحديث السادس : روي { أنه عليه السلام أتي في قتيل وجد بين قريتين ، فأمر أن تذرع }; قلت : رواه أبو داود الطيالسي ، وإسحاق بن راهويه ، والبزار في " مسانيدهم " ، والبيهقي في " سننه " عن أبي إسرائيل الملائي ، واسمه إسماعيل بن أبي إسحاق عن عطية عن أبي سعيد الخدري { أن قتيلا وجد بين حيين ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقاس ، إلى أيهما أقرب ، فوجد أقرب إلى أحد الحيين بشبر ، قال الخدري : كأن أنظر إلى شبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فألقى ديته عليهم }انتهى .

ورواه ابن عدي ، والعقيلي في " كتابيهما " بلفظ : { فألقى ديته على أقربهما } ، وأعلاه بأبي إسرائيل ، فضعفه ابن عدي عن قوم ، ووثقه عن آخرين ، وقال البزار : أبو إسرائيل ليس بالقوي في الحديث ، وذكره عبد الحق في " أحكامه " من جهة البزار ، ثم قال : وأبو إسرائيل ، قال النسائي فيه : ليس بثقة ، وكان يسب عثمان رضي الله عنه ، قال : وثقه ابن معين انتهى .

وقال البيهقي في " المعرفة " : إنما روى هذا الحديث أبو إسرائيل الملائي عن عطية العوفي ، وكلاهما ضعيف انتهى .

وأخرجه ابن عدي أيضا عن الصبي بن أشعث بن سالم السلولي . سمعت عطية العوفي عن الخدري به ، ولين الصبي هذا ، وقال : إن في بعض حديثه ما لا يتابع عليه ، ولم أر للمتقدمين فيه كلاما ، ورواه عن عطية أبو إسرائيل انتهى .

قوله : وروي عن عمر أنه لما كتب إليه في القتيل الذي وجد بين وادعة ، وأرحب ، [ ص: 473 ] كتب بأن يقيس بين القريتين ، فوجد القتيل إلى وادعة أقرب ، فقضى عليهم بالقسامة ; قلت : رواه ابن أبي شيبة في " مصنفه " حدثنا وكيع ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن الحارث بن الأزمع ، قال : وجد قتيل باليمن بين وادعة ، وأرحب ، فكتب عامل عمر بن الخطاب إليه ، فكتب إليه عمر أن قس ما بين الحيين ، فإلى أيهما كان أقرب ، فخذهم به ، قال : فقاسوا ، فوجدوه أقرب إلى وادعة ، فأخذنا ، وأغرمنا ، وأحلفنا ، فقلنا : يا أمير المؤمنين ، أتحلفنا ، وتغرمنا ؟ قال : نعم فأحلف منا خمسين رجلا بالله ما قتلت ، ولا علمت قاتلا ، انتهى .

التالي السابق


الخدمات العلمية