نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

صفحة جزء
[ ص: 551 - 552 ] كتاب الخنثى فصل في بيانه

قال : ( وإذا كان للمولود فرج وذكر فهو خنثى ، فإن كان يبول من الذكر فهو غلام وإن كان يبول من الفرج فهو أنثى ) " لأن النبي عليه الصلاة والسلام { سئل عنه كيف يورث فقال : من حيث يبول }وعن علي رضي الله عنه [ ص: 553 ] مثله ، ولأن البول من أي عضو كان فهو دلالة على أنه هو العضو الأصلي الصحيح والآخر بمنزلة العيب ( وإن بال منهما فالحكم للأسبق ) لأن ذلك دلالة أخرى على أنه هو العضو الأصلي ( وإن كانا في السبق على السواء ، فلا معتبر بالكثرة عند أبي حنيفة رحمه الله . وقالا : ينسب إلى أكثرهما بولا ) لأنه علامة قوة ذلك العضو وكونه عضوا أصليا ، ولأن للأكثر حكم الكل في أصول الشرع فيترجح بالكثرة ، وله أن كثرة الخروج ليس يدل على القوة لأنه قد يكون لاتساع في أحدهما وضيق في الآخر ، وإن كان يخرج منهما على السواء فهو مشكل بالاتفاق لأنه لا مرجح .


كتاب الخنثى حديث :

{ سئل عليه السلام عن الخنثى كيف يورث ؟ قال : من حيث يبول }; قلت : رواه ابن عدي في " الكامل " من حديث أبي يوسف القاضي عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه { سئل عن مولود ولد ، له قبل ، وذكر ، من أين يورث ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : من حيث يبول }انتهى .

ومن طريق ابن عدي رواه البيهقي في " المعرفة في الفرائض " ، وعده من منكرات الكلبي ، وقال البيهقي : الكلبي لا يحتج به ، وأخرجه ابن عدي أيضا عن سليمان بن عمرو النخعي عن الكلبي به ، ثم قال : وأجمعوا على أن سليمان بن عمرو النخعي يضع الحديث انتهى .

وذكره عبد الحق في " أحكامه في الفرائض " من جهة ابن عدي ، وقال : إسناده من أضعف إسناد يكون انتهى .

ورواه ابن الجوزي في " الموضوعات " من جهة ابن عدي ، وقال : البلاء من الكلبي ، وقد اجتمع فيه كذابون : سليمان النخعي ، والكلبي ، وأبو صالح انتهى . قوله : وعن علي مثله ; قلت : رواه عبد الرزاق في " مصنفه في الفرائض " [ ص: 553 ] أخبرنا سفيان الثوري عن مغيرة عن الشعبي عن علي أنه ورث خنثى من حيث يبول ، انتهى .

[ ص: 554 ] ورواه ابن أبي شيبة في " مصنفه " حدثنا الحسن بن كثير الأحمسي عن أبيه عن معاوية [ ص: 555 ] أنه أتي في خنثى ، فأرسلهم إلى علي ، فقال : يورث من حيث يبول ، حدثنا هشيم عن مغيرة [ ص: 556 ] وسماك عن الشعبي به ; وأخرج عبد الرزاق نحوه عن سعيد بن المسيب نحوه ، وزاد ، فإن كانا في البول سواء ، فمن حيث سبق ، انتهى .

التالي السابق


الخدمات العلمية