نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

صفحة جزء
( ويجعله ) أي الميت [ ص: 304 - 307 ] ( في أكفانه ويجعل الحنوط على رأسه ولحيته ، والكافور على مساجده ) لأن التطيب سنة ، والمساجد أولى بزيادة الكرامة .


قوله : ولأن التطيب سنة ، قلت : أخرج الحاكم في " المستدرك " عن حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي ثنا الحسن بن صالح عن هارون بن سعيد عن أبي وائل ، قال : كان عند علي رضي الله عنهم سك ، فأوصى أن يحنط به ، وقال : هو فضل حنوط رسول الله صلى الله عليه وسلم . انتهى وسكت ، ورواه ابن أبي شيبة في " مصنفه " حدثنا حميد بن عبد الرحمن به ، ورواه البيهقي في " سننه " ، قال النووي : إسناده حسن { حديث آخر } : أخرجه الحاكم أيضا عن صدقة بن موسى ثنا سعيد الجريري عن عبد الله بن بريدة { عن عبد الله بن معقل ، قال : إذا أنا مت ، فاجعلوا في آخر غسلي كافورا ، وكفنوني في بردين وقميص ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم فعل به ذلك }. انتهى وسكت عنه أيضا .

{ حديث آخر } : حديث أبي بن كعب المتقدم في قصة آدم ، رواه الحاكم ، وصححه [ ص: 308 ]

{ حديث آخر } : أخرجه الحاكم ، وصححه وابن حبان في " صحيحه " عن جابر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إذا أجمرتم الميت ، فأوتروا }. انتهى وفي حديث أم عطية المخرج في الكتب الستة ، قال لهن عليه الصلاة والسلام : { اغسلنها ثلاثا ، أو خمسا ، واجعلن في الآخرة كافورا } ، وفي حديث المحرم الذي وقصته راحلته ، المخرج في الصحيحين ولا تحنطوه ، وفي لفظه : ولا تمسوه طيبا ، دليل على أن التطيب للميت كان مسنونا عندهم وأن المعروف لغير المحرم الحنوط والطيب .

الآثار : روى ابن أبي شيبة في " مصنفه " حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث عن همام عن شيخ من أهل الكوفة ، يقال له : زياد عن إبراهيم عن ابن مسعود ، قال : يوضع الكافور على مواضع سجود الميت . انتهى .

ورواه البيهقي ، وأخرج عبد الرزاق في " مصنفه " عن سلمان أنه استودع امرأته مسكا ، فقال : إذا مت فطيبوني به ، فإنه يحضرني خلق من خلق الله ، لا ينالون من الطعام والشراب ، يجدون الريح ، وأخرج عن الحسن بن علي أنه لما غسل الأشعث بن قيس دعا بكافور ، فجعله على وجهه ، وفي يديه ، ورأسه ، ورجليه ، ثم قال : أدرجوه . انتهى وأخرج مسلم في الطيب عن الخدري مرفوعا : إن أطيب طيبكم المسك انتهى ورواه أبو داود والنسائي في " الجنائز " ، وبوبا عليه " باب الطيب للميت " ، ولم أعرف مطابقته للباب ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية