نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

صفحة جزء
[ ص: 349 - 350 ] ( ويدخل الميت مما يلي القبلة ) خلافا للشافعي رحمه الله ، فإن عنده يسل سلا ، لما روي { أنه صلى الله عليه وسلم سل سلا }ولنا أن جانب القبلة معظم ، فيستحب الإدخال منه ، واضطربت الروايات في إدخال النبي عليه الصلاة والسلام .


الحديث الرابع عشر : روي أن النبي صلى الله عليه وسلم سل سلا ، قال المصنف : واضطربت الروايات في إدخاله عليه السلام ، قلت : روى الشافعي رضي الله عنه في " مسنده " أخبرنا الثقة عن عمر بن عطاء عن عكرمة عن ابن عباس ، قال : سل رسول الله صلى الله عليه وسلم من [ ص: 351 ] قبل رأسه . انتهى أخبرنا مسلم بن خالد الزنجي وغيره عن ابن جرير عن عمران بن موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سل من قبل رأسه ، والناس بعد ذلك . انتهى .

أخبرنا بعض أصحابنا عن أبي الزناد ، وربيعة ، وأبي النضر لا اختلاف بينهم في ذلك ، { أن النبي صلى الله عليه وسلم سل من قبل رأسه ، وكذلك أبو بكر ، وعمر رضي الله عنهم }. انتهى ومن طريق الشافعي رواها البيهقي ، وقال : هذا هو المشهور فيما بين أهل الحجاز . انتهى وقوله : اضطربت الروايات في إدخاله عليه السلام ، فمما ورد مخالفا لما تقدم ، ما أخرجه أبو داود في " المراسيل " عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم أن النبي عليه السلام أدخل من قبل القبلة ، ولم يسل سلا . انتهى وذكره عبد الحق في " أحكامه " ، وعزاه لمراسيل أبي داود ، وقال فيه : عن إبراهيم التيمي ، وهو وهم منه ، نبه عليه ابن القطان في " كتابه " ، وإنما هو إبراهيم النخعي ، قال : لأنه رواه من حديث حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم ، ومعلوم أن حماد بن أبي سليمان إنما يروي عن النخعي لا التيمي ، ولعل الذي أوقعه في ذلك اشتراكهما في الاسم ، واسم الأب ، والبلد ، وفي كثير من الرواة ، من فوق ، ومن أسفل ، فكل واحد منهما اسمه إبراهيم بن يزيد . انتهى قلت : صرح به ابن أبي شيبة في " مصنفه " ، فقال : عن حماد عن إبراهيم النخعي ، فذكره ، وزاد : ورفع قبره ، حتى يعرف . انتهى .

{ حديث آخر } : رواه ابن عدي في " الكامل " والعقيلي في " ضعفائه " عن عمرو بن يزيد التيمي عن علقمة بن مرثد عن ابن بريدة عن أبيه ، قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل القبلة ، وألحد له ، ونصب عليه اللبن نصبا . انتهى .

ونقل عن ابن عدي تضعيف عمرو بن يزيد عن ابن معين ، ولينه هو ، وقال : هو في جملة من يكتب حديثه من الضعفاء ، وقال العقيلي : لا يتابع عليه . انتهى .

{ حديث آخر } : رواه ابن ماجه في " سننه " حدثنا هارون بن إسحاق ثنا المحاربي عن عمرو بن قيس عن عطية عن أبي سعيد ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ من قبل القبلة ، واستل [ ص: 352 ] استلالا . انتهى قال البيهقي : قال الشافعي رضي الله عنه : ولا يتصور إدخاله من جهة القبلة ; لأن القبر في أصل الحائط . انتهى .

ومن أحاديث الخصوم : أخرج أبو داود عن أبي إسحاق ، هو : السبيعي ، قال : أوصاني الحارث أن يصلي عليه عبد الله بن يزيد الخطمي فصلى عليه ، ثم أدخله القبر من قبل رجل القبر ، وقال : هذا من السنة . انتهى ورواه البيهقي ، وقال : إسناده صحيح وهو كالمسند لقوله : من السنة { حديث آخر } : أخرجه ابن ماجه في " سننه " عن مندل بن علي أخبرني محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن داود بن الحصين عن أبيه عن أبي رافع ، قال : { سل رسول الله صلى الله عليه وسلم سعدا ، ورش على قبره ماء }. انتهى ومندل بن علي ضعيف .

{ حديث آخر } : رواه أبو حفص عمر بن شاهين في " كتاب الجنائز " حدثنا عبد الله بن الأشعث ثنا الحسن بن علي بن مهران ثنا مكي بن إبراهيم عن غالب بن عبيد الله عن حميد عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { يدخل الميت من قبل رجليه ، ويسل سلا }انتهى .

الآثار : روى ابن أبي شيبة في " مصنفه " حدثنا عبد الأعلى عن خالد عن ابن سيرين ، قال : كنت مع أنس رضي الله عنه في جنازة ، فأمر بالميت ، فأدخل من قبل رجليه انتهى حدثنا وكيع عن إسرائيل عن جابر عن عامر عن ابن عمر ، أنه أدخل ميتا من قبل رجليه . انتهى .

ومن أحاديث الأصحاب : روى الترمذي من حديث المنهال بن خليفة عن الحجاج بن أرطاة عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس { أن النبي عليه الصلاة والسلام ، دخل قبرا ليلا ، فأسرج له سراج ، فأخذه من قبل القبلة ، وقال : رحمك الله ، إن كنت لأواها تلاء للقرآن ، وكبر عليه أربعا } ، قال : حديث حسن ، وأنكر عليه ; لأن مداره على [ ص: 353 ] الحجاج بن أرطاة ، وهو مدلس ، ولم يذكر سماعا ، قال ابن القطان : ومنهال بن خليفة ضعفه ابن معين ، وقال البخاري رحمه الله : فيه نظر .

الآثار : أخرج ابن أبي شيبة في " مصنفه " عن عمير بن سعيد أن عليا رضي الله عنه كبر على يزيد بن المكفف أربعا ، وأدخل من قبل القبلة . انتهى وأخرج أيضا عن ابن الحنفية أنه ولي ابن عباس ، فكبر عليه أربعا ، وأدخله من قبل القبلة . انتهى .

التالي السابق


الخدمات العلمية