نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

صفحة جزء
( وليس في ) ( العوامل والحوامل والعلوفة ) ( صدقة ) خلافا لمالك رحمه الله ، له ظواهر النصوص ، ولنا قوله عليه الصلاة والسلام { ليس في الحوامل والعوامل ولا في البقرة المثيرة صدقة }ولأن السبب هو المال النامي ، ودليله الإسامة أو الإعداد للتجارة ، ولم يوجد ، ولأن في العلوفة تتراكم المؤنة فينعدم [ ص: 426 ] النماء معنى ، ثم السائمة : هي التي تكتفي بالرعي في أكثر الحول ، حتى لو علفها نصف الحول أو أكثر كانت علوفة ، لأن القليل تابع للأكثر .


[ ص: 425 ] الحديث السابع عشر : قال عليه السلام : { ليس في الحوامل والعوامل ، ولا في البقرة المثيرة صدقة } ، قلت : غريب بهذا اللفظ ، وفي العوامل أحاديث : منها ما رواه أبو داود في " سننه " من حديث زهير ثنا أبو إسحاق عن عاصم بن ضمرة ، والحارث عن علي ، قال زهير : وأحسبه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { هاتوا ربع العشور من كل أربعين درهما درهم } ، فذكر الحديث ، وقال فيه : وليس على العوامل شيء مختصر . ورواه الدارقطني مجزوما ، ليس فيه : زهير : وأحسبه ، قال ابن القطان في " كتابه " : هذا سند صحيح ، وكل من فيه ثقة معروف ، ولا أعني رواية الحارث ، وإنما أعني رواية عاصم . انتهى كلامه . وهذا منه توثيق لعاصم ، ورواه ابن أبي شيبة في " مصنفه " حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق به مرفوعا ، ووقفه عبد الرزاق في " مصنفه " ، فقال : أخبرنا الثوري ، ومعمر عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي ، قال : ليس في العوامل البقر صدقة .

{ حديث آخر } : أخرجه الطبراني في " معجمه " . والدارقطني في " سننه " عن سوار بن مصعب عن ليث عن مجاهد ، وطاوس عن ابن عباس مرفوعا : { ليس في البقر [ ص: 426 ] العوامل صدقة } ، ورواه ابن عدي في " الكامل " ، وأعله بسوار ، ونقل تضعيفه عن البخاري ، والنسائي ، وابن معين . ووافقهم ، وقال : عامة ما يرويه غير محفوظ . انتهى .

{ حديث آخر } : أخرجه الدارقطني أيضا عن غالب بن عبيد الله عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا نحوه ، وغالب لا يعتمد عليه ، قال يحيى : ليس بثقة ، وقال الرازي : متروك .

حديث في المثيرة : رواه الدارقطني في " سننه " عن ابن جريج عن زياد بن سعيد عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنهم أن النبي عليه السلام ، قال : { ليس في المثيرة صدقة }. انتهى .

قال البيهقي رحمه الله : في إسناده ضعف ، والصحيح موقوف انتهى . ووقفه عبد الرزاق في " مصنفه " أخبرنا ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر موقوفا .

التالي السابق


الخدمات العلمية