نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

صفحة جزء
[ ص: 36 - 38 ] قال : ( وإذا تسحر وهو يظن أن الفجر لم يطلع فإذا هو قد طلع ، أو أفطر وهو يرى أن الشمس قد غربت فإذا هي لم تغرب أمسك بقية يومه ) قضاء لحق الوقت بالقدر الممكن أو نفيا للتهمة ( وعليه القضاء ) لأنه حق مضمون بالمثل كما في المريض والمسافر ( ولا كفارة عليه ) لأن الجناية قاصرة لعدم القصد ، وفيه قال عمر رضي الله عنه : ما تجانفنا لإثم قضاء يوم علينا يسير ، والمراد بالفجر الفجر الثاني ، وقد بيناه في الصلاة .


قوله : عن عمر ، قال : ما تجانفنا لإثم قضاء يوم علينا يسير ، قلت : روى ابن أبي شيبة في " مصنفه " حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن زيد بن وهب ، قال : أخرجت عساس من بيت حفصة ، وعلى السماء سحاب ، فظنوا أن الشمس قد غابت ، فأفطروا ، ولم يلبثوا أن تجلى السحاب ، فإذا الشمس طالعة ، فقال عمر : ما تجانفنا من إثم انتهى .

حدثنا علي بن مسهر عن الشيباني عن جبلة بن سحيم عن علي بن حنظلة عن أبيه ، قال : شهدت عمر بن الخطاب في رمضان ، وقرب إليه شراب ، فشرب بعض القوم ، وهم يرون الشمس قد غربت ، ثم ارتقى المؤذن ، فقال : يا أمير المؤمنين والله إن الشمس طالعة لم تغرب ، فقال عمر : من كان أفطر فليصم يوما مكانه ، ومن لم يكن أفطر فليتم حتى تغرب الشمس انتهى .

وأعاده من طريق آخر ، وزاد فيه : فقال له : إنما بعثناك داعيا ، ولم نبعثك راعيا ، وقد اجتهدنا ، وقضاء يوم يسير انتهى .

وروى محمد بن الحسن في " كتاب الآثار " أخبرنا أبو حنيفة عن حماد بن أبي سلمة عن إبراهيم النخعي ، قال : أفطر [ ص: 39 ] عمر بن الخطاب وأصحابه في يوم غيم ظنوا أن الشمس غابت ، قال : فطلعت الشمس ، فقال عمر : ما تعرضنا بجنف ، نتم هذا اليوم ، ثم نقضي يوما مكانه انتهى .

وأخرج البخاري في " صحيحه " عن أبي أسامة عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر ، قالت : { أفطرنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غيم ، ثم طلعت الشمس ، قيل لهشام : فأمروا بالقضاء ؟ قال : لا بد من القضاء ، وقال معمر : سمعت هشاما ، قال : لا أدري ، أقضوا أم لا }انتهى .

التالي السابق


الخدمات العلمية