صفحة جزء
[ ص: 188 ] التاسع‏ : ينبغي له أن يحافظ على كتبة الصلاة والتسليم على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم عند ذكره ، ولا يسأم من تكرير ذلك عند تكرره ، فإن ذلك من أكبر الفوائد التي يتعجلها طلبة الحديث ، وكتبته ، ومن أغفل ذلك حرم حظا عظيما ، وقد روينا لأهل ذلك منامات صالحة‏ . ‏

وما يكتبه من ذلك فهو دعاء يثبته لا كلام يرويه ، فلذلك لا يتقيد فيه بالرواية ، ولا يقتصر فيه على ما في الأصل‏ . ‏

وهكذا الأمر في الثناء على الله سبحانه عند ذكر اسمه ، نحو ( ‏عز وجل ) ، و‏ ( ‏تبارك وتعالى ) وما ضاهى ذلك‏ . ‏ وإذا وجد شيء من ذلك قد جاءت به الرواية كانت العناية بإثباته ، وضبطه أكثر‏ ، وما وجد في خط ‏أبي عبد الله أحمد بن حنبل رضي الله عنه من إغفال ذلك عند ذكر اسم النبي صلى الله عليه وسلم‏ ، فلعل سببه أنه كان يرى التقيد في ذلك بالرواية ، وعز عليه اتصالها في ذلك في جميع من فوقه من الرواة . ‏

قال ‏الخطيب أبو بكر‏ : " وبلغني أنه كان يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم نطقا لا خطا‏ " ، قال‏ : " وقد خالفه غيره من الأئمة المتقدمين في ذلك‏ " . ‏

وروي عن ‏علي بن المديني ، و‏عباس بن عبد العظيم العنبري ، قالا‏ : " ما تركنا الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل حديث سمعناه ، [ ص: 189 ] وربما عجلنا فنبيض الكتاب في كل حديث حتى نرجع إليه " ، والله أعلم‏‏‏‏ . ‏

ثم ليتجنب في إثباتها نقصين‏ :

أحدهما‏ : أن يكتبها منقوصة صورة ، رامزا إليها بحرفين ، أو نحو ذلك‏ . ‏

والثاني‏ : أن يكتبها منقوصة معنى ، بأن لا يكتب ( ‏وسلم‏ ) ، وإن وجد ذلك في خط بعض المتقدمين‏ . ‏ سمعت ‏أبا القاسم منصور بن عبد المنعم‏ ، و‏أم المؤيد بنت أبي القاسم‏ بقرائتي عليهما قالا‏ : سمعنا أبا البركات عبد الله بن محمد الفراوي‏ لفظا ، قال‏ : سمعت المقرئ ظريف بن محمد يقول‏ : سمعت ‏عبد الله بن محمد بن إسحاق الحافظ قال‏ : سمعت ‏أبي‏ يقول‏ : سمعت ‏حمزة الكناني‏ يقول‏ : كنت أكتب الحديث ، وكنت أكتب عند ذكر النبي " ‏صلى الله عليه‏ " ولا أكتب " ‏وسلم‏ " ، فرأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المنام ، فقال لي‏ : ما لك لا تتم الصلاة علي ؟ قال‏ : فما كتبت بعد ذلك " ‏صلى الله عليه‏ " إلا كتبت " ‏وسلم‏ " ‏‏ . ‏

وقع في الأصل في شيخ المقري ظريف " ‏عبد الله‏ " وإنما هو [ ص: 190 ] " ‏عبيد الله " بالتصغير ، ومحمد بن إسحاق أبوه ، هو أبو عبد الله بن منده ، فقوله " ‏الحافظ‏ " إذا مجرور‏ . ‏

قلت‏ : ويكره أيضا الاقتصار على قوله " ‏عليه السلام " ، والله أعلم‏‏‏ بالصواب‏ . ‏

التالي السابق


الخدمات العلمية