صفحة جزء
النوع الثامن والثلاثون : معرفة المراسيل الخفي إرسالها

هذا نوع مهم عظيم الفائدة ، يدرك بالاتساع في الرواية والجمع [ ص: 289 ] لطرق الأحاديث مع المعرفة التامة ، وللخطيب الحافظ فيه كتاب " التفصيل لمبهم المراسيل‏ ‏‏ " . ‏

والمذكور في هذا الباب منه ما عرف فيه الإرسال بمعرفة عدم السماع من الراوي فيه أو عدم اللقاء ، [ ص: 290 ] كما في الحديث المروي عن العوام بن حوشب ، عن عبد الله بن أبي أوفى قال : " كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا قال بلال‏ : قد قامت الصلاة نهض [ ص: 291 ] وكبر‏ " ، روي فيه عن ‏أحمد بن حنبل‏ أنه قال : " العوام لم يلق ابن أبي أوفى‏ " . ‏

ومنه ما كان الحكم بإرساله محالا على مجيئه من وجه آخر ، بزيادة شخص واحد أو أكثر في الموضع المدعى فيه الإرسال ، كالحديث الذي سبق ذكره في النوع العاشر‏ : عن عبد الرزاق عن الثوري عن أبي إسحاق ، فإنه حكم فيه بالانقطاع والإرسال بين عبد الرزاق والثوري ، لأنه روي عن عبد الرزاق قال : حدثني النعمان بن أبي شيبة الجندي ، عن الثوري ، عن أبي إسحاق ، وحكم أيضا فيه بالإرسال بين الثوري وأبي إسحاق ، لأنه روي عن الثوري عن شريك عن أبي إسحاق‏ . ‏

وهذا وما سبق في النوع الذي قبله يتعرضان‏ ، لأن يعترض بكل واحد منهما على الآخر على ما تقدمت الإشارة إليه ، والله أعلم‏ . ‏

التالي السابق


الخدمات العلمية