صفحة جزء
[ ص: 302 ] النوع الموفي أربعين : معرفة التابعين

هذا ومعرفة الصحابة أصل أصيل يرجع إليه في معرفة المرسل والمسند‏ . ‏

قال الخطيب الحافظ‏ : التابعي من صحب الصحابي‏ . ‏

قلت‏ : ومطلقه مخصوص بالتابع بإحسان‏ ، ويقال للواحد منهم : تابع وتابعي‏ . ‏

وكلام الحاكم أبي عبد الله وغيره مشعر بأنه يكفي فيه أن يسمع من الصحابي أو يلقاه ، وإن لم توجد الصحبة العرفية‏ ، والاكتفاء في هذا بمجرد اللقاء والرؤية أقرب منه في الصحابي ، نظرا إلى مقتضى اللفظين فيهما‏ . ‏

وهذه مهمات في هذا النوع‏ :

إحداها‏ : ذكر الحافظ ‏أبو عبد الله ‏‏ أن التابعين على خمس عشرة طبقة‏ :

الأولى‏ : الذين لحقوا العشرة : سعيد بن المسيب ، وقيس بن أبي حازم ، وأبو عثمان النهدي ، وقيس بن عباد ، وأبو ساسان حضين بن المنذر ، وأبو وائل ، وأبو رجاء العطاردي وغيرهم‏ . ‏

وعليه في بعض هؤلاء إنكار ، فإن سعيد بن المسيب ليس بهذه [ ص: 303 ] المثابة ، لأنه ولد في خلافة عمر ، ولم يسمع من أكثر العشرة‏ ، وقد قال بعضهم‏ : لا تصح له رواية عن أحد من العشرة إلا سعد بن أبي وقاص . ‏

قلت‏ : وكان سعد آخرهم موتا . ‏

وذكر ‏الحاكم قبل كلامه المذكور‏ أن سعيدا أدرك عمر فمن بعده إلى آخر العشرة‏ . ‏

وقال‏ : ليس في جماعة التابعين من أدركهم وسمع منهم غير سعيد وقيس بن أبي حازم‏ ، وليس ذلك على ما قال كما ذكرناه‏ ، نعم ، قيس بن أبي حازم سمع العشرة وروى عنهم ، وليس في التابعين أحد روى عن العشرة سواه ، ذكر ذلك ‏عبد الرحمن بن يوسف بن خراش الحافظ‏ ، فيما روينا أو بلغنا عنه‏ ، وعن ‏أبي داود السجستاني‏ أنه قال : روى عن التسعة‏ : ولم يرو عن عبد الرحمن بن عوف‏ . ‏

ويلي هؤلاء‏ التابعون الذين ولدوا في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أبناء الصحابة كعبد الله بن أبي طلحة ، وأبي أمامة أسعد بن سهل بن حنيف ، وأبي إدريس الخولاني ، وغيرهم‏ . ‏

التالي السابق


الخدمات العلمية