صفحة جزء
النوع الثالث والأربعون : معرفة الإخوة والأخوات من العلماء والرواة

وذلك إحدى معارف أهل الحديث المفردة بالتصنيف‏ . ‏

صنف فيها ‏علي بن المديني ، و‏أبو عبد الرحمن النسوي‏ ، وأبو ‏العباس السراج‏ وغيرهم‏ . ‏

فمن أمثلة الأخوين من الصحابة : عبد الله بن مسعود ، وعتبة بن مسعود هما أخوان ، زيد بن ثابت ويزيد بن ثابت هما أخوان‏ ، عمرو بن العاص ، وهشام بن العاص أخوان‏ . ‏

[ ص: 311 ] ومن التابعين‏ : عمرو بن شرحبيل أبو ميسرة وأخوه أرقم بن شرحبيل ، كلاهما من أفاضل أصحاب ابن مسعود‏ ، هزيل بن شرحبيل وأرقم بن شرحبيل ، أخوان آخران من أصحاب ابن مسعود أيضا . ‏

ومن أمثلة ثلاثة الإخوة‏ : سهل ، وعباد ، وعثمان ، بنو حنيف إخوة ثلاثة‏ ، عمرو بن شعيب ، وعمر ، وشعيب بنو شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص إخوة ثلاثة‏ . ‏

ومن أمثلة الأربعة‏ : سهيل بن أبي صالح السمان الزيات ، وإخوته‏ عبد الله الذي يقال له عباد ، ومحمد ، وصالح‏ . ‏

ومن أمثلة الخمسة‏ : ما نرويه عن الحاكم أبي عبد الله ، قال : سمعت أبا علي الحسين بن علي الحافظ غير مرة يقول : " آدم بن عيينة ، وعمران بن عيينة ، ومحمد بن عيينة ، وسفيان بن عيينة ، وإبراهيم بن عيينة ، حدثوا عن آخرهم‏ " . ‏

ومثال الستة‏ : أولاد سيرين ، ستة تابعيون ، وهم‏ : محمد ، وأنس ، ويحيى ، ومعبد ، وحفصة ، وكريمة ذكرهم هكذا أبو عبد الرحمن النسوي ، ونقلته من كتابه بخط الدارقطني فيما أحسب‏ ، وروي ذلك أيضا عن يحيى بن معين ، وهكذا ذكرهم الحاكم في " كتاب [ ص: 312 ] المعرفة‏ " ، لكن ذكر فيما نرويه من تاريخه بإسنادنا عنه‏ أنه سمع أبا علي الحافظ يذكر بني سيرين خمسة إخوة‏ : محمد بن سيرين ، وأكبرهم معبد بن سيرين ، ويحيى بن سيرين ، وخالد بن سيرين ، وأنس بن سيرين ، وأصغرهم حفصة بنت سيرين . ‏

قلت‏ : وقد روي عن محمد ، عن يحيى ، عن أنس ، عن أنس بن مالك‏ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " لبيك حقا حقا تعبدا ورقا ‏‏ " . ‏

وهذه غريبة ، عايا بها بعضهم فقال‏ : أي ثلاثة إخوة روى بعضهم عن بعض ؟ ‏‏

ومثال السبعة‏ : النعمان بن مقرن ، وإخوته‏ : معقل ، وعقيل ، وسويد ، وسنان ، وعبد الرحمن ، وسابع لم يسم لنا ، بنو مقرن المزنيون سبعة إخوة ، هاجروا وصحبوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يشاركهم - فيما ذكره ابن عبد البر وجماعة - في هذه المكرمة غيرهم‏ ، وقد قيل : إنهم شهدوا الخندق كلهم‏ . ‏ ( والله أعلم ) .

وقد يقع في الإخوة ما فيه خلاف في مقدار عددهم‏ ، ولم نطول بما زاد على السبعة لندرته ، ولعدم الحاجة إليه في غرضنا هاهنا ، والله أعلم‏ . ‏

التالي السابق


الخدمات العلمية