صفحة جزء
تفريعات :

أحدها : الإسناد المعنعن ، وهو الذي يقال فيه : " فلان عن فلان " عده بعض الناس من قبيل المرسل والمنقطع ، حتى يتبين اتصاله بغيره .

والصحيح - والذي عليه العمل - أنه من قبيل الإسناد المتصل ، وإلى هذا ذهب الجماهير من أئمة الحديث وغيرهم ، وأودعه المشترطون للصحيح في تصانيفهم فيه وقبلوه ، وكاد أبو عمر بن عبد البر الحافظ يدعي إجماع أئمة الحديث على ذلك . وادعى أبو عمرو الداني - المقرئ الحافظ - إجماع أهل النقل على ذلك .

وهذا بشرط أن يكون الذين أضيفت العنعنة إليهم قد ثبتت ملاقاة بعضهم بعضا ، مع براءتهم من وصمة التدليس . فحينئذ يحمل على ظاهر الاتصال ، إلا أن يظهر فيه خلاف ذلك .

[ ص: 62 ] وكثر في عصرنا وما قاربه بين المنتسبين إلى الحديث استعمال " عن " في الإجازة ، فإذا قال أحدهم : " قرأت على فلان عن فلان " ، أو نحو ذلك ، فظن به أنه رواه عنه بالإجازة ، ولا يخرجه ذلك من قبيل الاتصال على ما لا يخفى ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية