صفحة جزء
السادس‏ : لا ينبغي أن يصطلح مع نفسه في كتابه بما لا يفهمه غيره ، فيوقع غيره في حيرة ، كفعل من يجمع في كتابه بين روايات مختلفة ، ويرمز إلى رواية كل راو بحرف واحد من اسمه ، أو حرفين ، وما أشبه ذلك‏ ، فإن بين - في أول كتابه ، أو آخره - مراده بتلك العلامات والرموز ، فلا بأس‏ . ‏ ومع ذلك فالأولى أن يتجنب الرمز ، ويكتب عند كل رواية اسم راويها بكماله مختصرا ، ولا يقتصر على العلامة ببعضه ، والله أعلم‏‏‏ . ‏

[ ص: 187 ] السابع‏ : ينبغي أن يجعل بين كل حديثين دارة تفصل بينهما ، وتميز‏ . ‏ وممن بلغنا عنه ذلك من الأئمة أبو الزناد ، وأحمد بن حنبل‏ ، وإبراهيم بن إسحاق الحربي‏ ، ومحمد بن جرير الطبري‏ رضي الله عنهم . ‏

واستحب الخطيب الحافظ‏ أن تكون الدارات غفلا ، فإذا عارض فكل حديث يفرغ من عرضه ينقط في الدارة التي تليه نقطة ، أو يخط في وسطها خطا‏ . ‏ قال‏ : " وقد كان بعض أهل العلم لا يعتد من سماعه إلا بما كان كذلك ، أو في معناه " ، والله أعلم‏‏‏‏ . ‏

الثامن‏ : يكره له في مثل ( ‏عبد الله بن فلان بن فلان ) أن يكتب ( ‏عبد‏ ) في آخر سطر ، والباقي في أول السطر الآخر‏ . ‏

وكذلك يكره في ( ‏عبد الرحمن بن فلان ) ، وفي سائر الأسماء المشتملة على التعبيد لله تعالى أن يكتب ( ‏عبد‏ ) في آخر سطر ، واسم الله مع سائر النسب في أول السطر الآخر‏ . ‏ وهكذا يكره أن يكتب ( ‏قال رسول‏ ) في آخر سطر ، ويكتب في أول السطر الذي يليه ( ‏الله صلى الله تعالى عليه وسلم‏ ) ، وما أشبه ذلك ، والله أعلم‏‏‏‏ . ‏

التالي السابق


الخدمات العلمية