صفحة جزء
[ ص: 98 ] فصل

لا صلاة في الاستسقاء ( ف سم ) ، لكن الدعاء والاستغفار ، وإن صلوا فرادى فحسن ، ولا يخرج معهم أهل الذمة .


[ ص: 98 ] فصل

( لا صلاة في الاستسقاء ، لكن الدعاء والاستغفار ، وإن صلوا فرادى فحسن ) قال تعالى : ( استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ) . وقال تعالى : ( ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ) علق إرسال المطر بالاستغفار ، والحديث المشهور : " أن أعرابيا دخل عليه - صلى الله عليه وسلم - يوم الجمعة وقال : يا رسول الله هلكت الكراع والمواشي ، وأجدبت الأرض فادع الله أن يسقينا ، فرفع يديه ودعا ، قال أنس : والسماء كأنها زجاجة ليس بها قزعة ، فنشأت سحابة ومطرت ، حتى إن الرجل القوي لتهمه نفسه حتى عاد إلى بيته ، ومطرنا إلى الجمعة القابلة " ، ولأنه - عليه الصلاة والسلام - صلاها مرة وتركها أخرى فلا تكون سنة . وعن عمر أنه استسقى بدعاء العباس ، وقال : لقد استسقيت لكم بمجاديح السماء التي يستنزل بها الغيث .

وقال أبو يوسف ومحمد : يصلي الإمام ركعتين بلا أذان ولا إقامة يجهر فيهما بالقراءة ، ثم يخطب متنكبا قوسا أو معتمدا على سيفه . وروى ابن كاس عن محمد أنه يكبر كتكبير العيد ، لما روى ابن عباس أنه - عليه الصلاة والسلام - صلى في الاستسقاء ركعتين كصلاة العيد .

[ ص: 99 ] وقال أبو يوسف : لا يكبر ، وهو المشهور لرواية عبد الله بن عامر بن ربيعة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استسقى فصلى ركعتين قبل الخطبة لم يكبر إلا تكبيرة الافتتاح ، وقياسا على الصلاة في سائر الأفزاع ، ويستقبل القبلة بالدعاء لأنه سنة في الدعاء ويقلب رداءه ، لما روي أنه - عليه الصلاة والسلام - قلب رداءه .

وقال أبو حنيفة : لا يسن ذلك كغيره من الأدعية ، وتقليب الرداء أن يجعل جانب الأيمن على الأيسر والأيسر على الأيمن ، ثم يدعو قائما والناس قعود مستقبلون القبلة . قال محمد : أحب إلي أن يخرج الناس إلى الاستسقاء ثلاثة أيام متتابعة . وروي أكثر من ذلك .

قال : ( ولا يخرج معهم أهل الذمة ) لأن ابن عمر نهى عنه ، ولأن اجتماع الكفار مظنة نزول اللعنة فلا يخرجون عند طلب الرحمة . قال تعالى : ( وما دعاء الكافرين إلا في ضلال ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية