صفحة جزء
مسألة

قال : قال مالك : يكره الكلام بعد صلاة الصبح ، ولا يكره قبل الفجر ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بالليل إحدى عشرة ركعة ، ثم ينصرف ، قالت عائشة : فإن كنت يقظانة حدثني أو نائمة اضطجع حتى يأتيه المؤذن ، وكذلك بعد الفجر ، ورأيت نافعا مولى ابن عمر ، وموسى بن ميسرة ، وسعيد بن أبي هند لا يكلم أحد صاحبه بعد الصبح اشتغالا بالذكر لله تعالى ، وأهل العراق يكرهون الكلام بعد طلوع الفجر إلى صلاة الصبح ، ولا يكرهونه بعدها ، والسنة ترد عليهم .

قال : وكره مالك النوم قبل العشاء بعد المغرب خشية النوم عنها ، والحديث بعدها لتستريح الحفظة ، وكلاهما النهي عنه في الصحيح ، وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : النوم ثلاثة : نوم خرق ، ونوم خلق ، ونوم حمق ، فنوم الخرق نومة الضحى يكون الناس في حوائجهم وهو نائم ; ونوم الخلق نومة القائلة ; ونوم الحمق حين حضور الصلاة .

وكره بعضهم النوم بعد العصر لقوله عليه السلام : " من نام بعد العصر ، فاختلس عقله ، فلا يلومن إلا نفسه " . وعورض بأنه عليه السلام أرسل عليا في حاجة ، وقد صلى الظهر بالصهباء ، فرجع وقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فوضع عليه السلام رأسه في حجر علي ، فلم يحركه حتى غابت الشمس ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " اللهم إن عبدك عليا حبس نفسه على نبيه ، فرد عليه شروقها ، قالت أسماء : فطلعت الشمس حتى وقعت على الجبال وعلى الأرض ، ثم قام علي رضي الله عنه ، فتوضأ ، وصلى العصر ، ثم غابت الشمس .

التالي السابق


الخدمات العلمية