الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
59 [ ص: 154 ] ( 6 ) باب جامع الوضوء .

50 - مالك ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن الاستطابة ، فقال : " أو لا يجد أحدكم ثلاثة أحجار ؟ " .


[ ص: 155 ] 1811 - هكذا هذا الحديث عند جماعة رواة الموطأ إلا ابن القاسم في رواية سحنون ، رواه عن مالك ، عن هشام ، عن أبيه ، عن أبي هريرة .

1812 - ورواه بعض رواة بن بكير ، عن ابن بكير ، عن مالك ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن أبي هريرة .

1813 - وهذا خطأ وغلط ممن رواه عن مالك هكذا ، أو عن هشام أيضا ، أو عروة .

1814 - وإنما الاختلاف فيه عن هشام بن عروة :

1815 - فطائفة ترويه عن هشام بن عروة ، عن عمرو بن خزيمة المزني ، عن عمارة بن خزيمة بن ثابت ، عن أبيه : " أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : في الاستطابة ثلاثة أحجار ليس فيها رجيع ولا رمة " ، منهم أبو أمامة ، وعبدة بن سليمان ، وزائدة بن نمير .

1816 - ورواه ابن عيينة ، عن هشام بن عروة ، واختلف فيه عن ابن عيينة :

1817 - فرواه عبد الرزاق ، عن ابن عيينة ، عن هشام بن عروة ، عن أبي وجرة ، عن خزيمة بن ثابت ، عن النبي - عليه السلام - .

[ ص: 156 ] 1818 - ورواه إبراهيم بن المنذر ، عن ابن عيينة ، عن هشام بن عروة ، عن أبي وجرة ، عن عمارة بن خزيمة بن ثابت ، عن أبيه ، عن النبي - عليه السلام - .

1819 - ورواه الحميدي ، عن ابن عيينة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن النبي - عليه السلام - مرسلا كما رواه مالك .

1820 - وكذلك رواه ابن جريج ، عن هشام ، عن أبيه مرسلا كرواية مالك سواء .

1821 - ورواه معمر عن هشام بن عروة ، عن رجل من مزينة ، عن أبيه ، عن النبي - عليه السلام - والاختلاف فيه على هشام كثير .

1822 - قد تقصيناه في " التمهيد " .

[ ص: 157 ] 1823 - وهما حديثان عند هشام ، قد أوضحنا عللهما ، فمن أراد الوقوف على ذلك من جهة النقل تأمله في " التمهيد " .

1824 - وأما غير هشام فرواه أبو حازم ، عن مسلم بن قرظ ، عن عروة ، عن عائشة ، عن النبي - عليه السلام - .

1825 - وقد ذكرنا الأسانيد بذلك في التمهيد .

1826 - وأما ذكر أبي هريرة فلا مدخل له عند أهل العلم بالإسناد في هذا الحديث ، لا من حديث مالك ، ولا من حديث عروة .

1827 - وقد ثبت عن أبي هريرة من رواية أبي صالح وغيره عنه عن النبي - عليه السلام " أنه أمر بثلاثة أحجار ، ونهى عن الروث والرمة " .

1828 - وأما الاستطابة فهي إزالة الأذى عن المخرج بالحجارة أو بالماء .

1829 - يقال فيه : استطاب الرجل ، وأطاب : إذا استنجى .

1830 - ويقال : رجل مطيب ، إذا فعل ذلك .

[ ص: 158 ] 1831 - قال الشاعر :

يا رخما قاظ على مصلوب يعجل كف الخارئ المطيب

1832 - قاظ : نام عليه في اليوم الصائف .

1833 - والاستطابة والاستنجاء والاستجمار أسماء لمعنى واحد .

1834 - وقد مضى معنى الاستجمار وما في ذلك لفقهاء الأمصار من الأحكام والمعاني فيما تقدم والحمد لله .

1835 - وقد ذكرنا الإسناد في الثلاثة الأحجار في التمهيد في باب هشام من حديث عائشة ، وحديث خزيمة بن ثابت ، وحديث أبي هريرة وأبي أيوب الأنصاري ، وحديث السائب بن خلاد ، وحديث سلمان [ ص: 159 ] الفارسي كلها عن النبي - عليه السلام - في الأمر بثلاثة أحجار في الاستنجاء .

1836 - وذكرنا من أوجبها من العلماء : من حمل ذلك على الندب في العدد إذا زال الأذى فيما تقدم من هذا الكتاب ، والحمد لله .

التالي السابق


الخدمات العلمية