الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
740 - مالك ; أنه بلغه أن عثمان كان إذا اعتمر ، ربما لم يحطط عن راحلته حتى يرجع .


16166 - المغني في هذا الخبر عن عثمان بن عفان ما كان عليه ( رضي الله عنه ) من الحرص على الطاعة والقربة إلى الله بالانصراف إلى دار الهجرة التي افترض عليه المقام فيها ، وأن لا يظعن عنها إلا فيما لا بد منه من دين أو دنيا : ظعن سفر ، لا ظعن إقامة عنها ، وكان من الفرض عليه وعلى كل من كان مثله ألا يرجع للسكنى والمقام إلى الدار التي افترض عليه الهجرة منها . وانصرف ، وأن يجعل الانصراف إلى موضع هجرته بمقدار ما يمكنه .

16167 - وإنما أرخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للمهاجر أن يقيم بمكة بعد قضاء نسكه ثلاثا - يعني لقضاء حاجاته - فرأى عثمان أنه مستغن عن الرخصة في ذلك لما يلزم من القيام من أمور المسلمين ، فكان يعجل الأوبة إلى دار مقامه بقيامه بأمور الخاصة والعامة من المسلمين .

التالي السابق


الخدمات العلمية