الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
833 [ ص: 190 ] 796 - مالك ، عن أبي الزبير المكي ، أن " أبا ماعز الأسلمي ، عبد الله بن سفيان ، أخبره : أنه كان جالسا مع عبد الله بن عمر . فجاءته امرأة تستفتيه . فقالت : إني أقبلت أريد أن أطوف بالبيت . حتى إذا كنت بباب المسجد ، هرقت الدماء . فرجعت حتى ذهب ذلك عني . ثم أقبلت ، حتى إذا كنت عند باب المسجد هرقت الدماء . فرجعت حتى ذهب ذلك عني . ثم أقبلت ، حتى إذا كنت عند باب المسجد هرقت الدماء ، فقال عبد الله بن عمر : إنما ذلك ركضة من الشيطان . فاغتسلي ثم استثفري بثوب . ثم طوفي .


17292 - قال أبو عمر : أفتاها ابن عمر فتوى من يرى أن ذلك ليس بحيض .

17293 - وقد روى هذا الخبر جماعة من رواة " الموطأ " ، فقالوا فيه : إن عجوزا استفتت عبد الله بن عمر ، فقالت : أقبلت أريد الطواف بالبيت . الحديث .

17294 - والجواب يدل على أنها ممن لا تحيض ، فلذلك إنما قال : هي [ ص: 191 ] ركضة من الشيطان ، يريد الاستحاضة . وذلك لا يمنع من دخول المسجد ولا من الصلاة ، وكذلك أمرها بما أمرها من الطواف بالبيت لا يحل إلا لمن تحل له الصلاة . 17294 م - وأما قوله : " اغتسلي " ، فهو - والله أعلم - على مذهبه في الاغتسال لدخول مكة والطواف بالبيت ، وللوقوف من عشية عرفة لا أنه اغتسال من حيض ، ولا اغتسال لازم .

17295 - وقد مضى من الاغتسال للحاج والمعتمر في أول هذا الكتاب .

17296 - وفسرنا الاستثفار في كتاب الحج .

17297 - وفي هذا دليل على أن كل من لها دين من تسأل عن معاني دينها .

17298 - قالت عائشة ( رضي الله عنها ) : رحم الله نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يسألن عن أمر دينهن .

التالي السابق


الخدمات العلمية