الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
[ ص: 23 ] 17924 - وسئل مالك عن الوقوف بعرفة للراكب . أينزل أم يقف راكبا ؟ فقال : بل يقف راكبا . إلا أن يكون به ، أو بدابته ، علة . فالله أعذر بالعذر .


17925 - قال أبو عمر : إنما قال ذلك ؛ لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقف بعرفة راكبا ولم يزل كذلك إلى أن دفع منها بعد غروب الشمس ، وأردف أسامة بن زيد .

17926 - وهذا محفوظ في حديث علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) ، وفي حديث ابن عباس أيضا .

17927 - وفي حديث أسامة : أنه كان يسير العنق ، فإذا وجد فجوة أو فرجة نص .

[ ص: 24 ] 17928 - وفي حديث يزيد بن سفيان قال : أتانا ابن مربع الأنصاري ونحن بعرفة ، فقال : إني رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليكم يقول لكم : " قفوا على مشاعركم فإنكم على إرث من إرث إبراهيم عليه السلام " .

17929 - ولا خلاف علمته بين العلماء في أن الوقوف بعرفة راكبا لمن قدر عليه أفضل ، فمن قدر على ذلك وإلا وقف على رجليه داعيا ما دام يقدر ، ولا حرج عليه في الجلوس إذا لم يقدر على الوقوف .

17930 - وفي الوقوف راكبا مباهاة وتعظيم للحج ، ( ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ) .

[ ص: 25 ] 17931 - قال ابن وهب في موطئه : قال لي مالك : الوقوف بعرفة على الدواب والإبل أحب إلي من أن أقف قائما .

17932 - قال : ومن وقف قائما فلا بأس أن يستريح .

التالي السابق


الخدمات العلمية