الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
966 922 - مالك ، عن محمد بن عمرو بن حلحلة الديلي ، عن محمد بن عمران الأنصاري ، عن أبيه ، أنه قال : عدل إلي عبد الله بن عمر ، وأنا نازل تحت سرحة بطريق مكة . فقال : ما أنزلك تحت هذه السرحة ؟ فقلت : أردت ظلها . فقال : هل غير ذلك ؟ فقلت : لا . ما أنزلني إلا ذلك . فقال عبد الله بن عمر : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إذا كنت بين الأخشبين من منى ، ونفخ بيده نحو المشرق ، فإن هناك واديا يقال له السرر ، به شجرة سر تحتها سبعون نبيا " .


[ ص: 353 ] 19151 - قد مضى القول في محمد بن عمران وفي أبيه " التمهيد " .

19152 - والسرحة : الشجرة .

19153 - قال الخليل : السرح : الشجر الطوال الذي له شعب وظل واحدته سرحة . ونفح بيده : أشار .

19154 - والسرر والأخشاب : الجبلان . وكذلك الأخاشب : الجبال .

19155 - وقال ابن وهب : أراد بقوله : الأخشبين من منى الجبلين اللذين تحت العقبة بمنى فوق المسجد .

19156 - وقال إسماعيل : يقال : إن الأخشبين اسم لجبال مكة ومنى خاصة .

19157 - قال أبو عمر : أنشد ابن هشام لأبي قيس بن الأسلت : [ ص: 354 ] فقوموا وصلوا ربكم وتمسحوا بأركان هذا البيت بين الأخاشب

19158 - وقال العامري ، في بيعة ابن الزبير : [ ص: 355 ] ويبايع بين الأخشبين وإنما يد الله بين الأخشبين تبايع

19159 - هذا الحديث دليل على التبرك بمواضع الأنبياء والصالحين ، ومساكنهم ، وآثارهم . وإلى هذا قصد ابن عمر بحديثه هذا ، والله أعلم .

19160 - وفيه أيضا إباحة الحديث بكل ما يسمع من بني إسرائيل ، والأمم السالفة ; لأنه لا حكم فيه يجب .

19161 - وكذلك لا حكم في هذا الحديث من أحكام الشريعة .

التالي السابق


الخدمات العلمية