الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
1349 - مالك : أنه بلغه أن رجلا أتى عبد الله بن عمر . فقال : يا أبا عبد الرحمن ، إني أسلفت رجلا سلفا ، واشترطت عليه أفضل مما أسلفته ، فقال عبد الله بن عمر : فذلك الربا . قال : فكيف تأمرني يا أبا عبد الرحمن ؟ فقال عبد الله : السلف على ثلاثة وجوه ; سلف تسلفه تريد به وجه الله ، فلك وجه الله ، وسلف تسلفه تريد به وجه صاحبك ، فلك وجه صاحبك ، وسلف تسلفه ; لتأخذ خبيثا بطيب ، فذلك الربا ، قال : فكيف تأمرني يا أبا عبد الرحمن ؟ قال أرى أن تشق الصحيفة ، فإن أعطاك مثل الذي أسلفته [ ص: 55 ] قبلته ، وإن أعطاك دون الذي أسلفته فأخذته أجرت ، وإن أعطاك أفضل مما أسلفته طيبة به نفسه فذلك شكر ، شكره لك ولك أجر ما أنظرته .

1350 - مالك عن نافع ; أنه سمع عبد الله بن عمر يقول : من أسلف سلفا فلا يشترط إلا قضاءه .

1351 - مالك أنه بلغه أن عبد الله بن مسعود كان يقول من أسلف سلفا فلا يشترط أفضل منه ، وإن كانت قبضة من علف ، فهو ربا .


30389 - قال أبو عمر : هذا الباب كله عن عمر ، وابن عمر ، وابن مسعود بذلك على أنه لا ربا في الزيادة في السلف إلا أن يشترط تلك الزيادة ما كانت ، فهذا ما لا شك فيه أنه ربا ، والوأي والعادة من قطع الذرائع .

30390 - ومن ترك ما ليس به بأس مخافة مواقعة ما به بأس ، كما جاء في الحديث : " واترك ما يريبك إلى ما لا يريب ، كما قال - صلى الله عليه وسلم - : " دع ما يريبك لما لا يريبك " .

30391 - وقال عمر - رضي الله عنه : اتركوا الربا ، والريبة ، والوأي .

[ ص: 56 ] والعادة من هذا الباب الريبة ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية