الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
19 [ ص: 271 ] ( 4 ) باب ما جاء في دلوك الشمس وغسق الليل 17 - مالك ، عن نافع : أن عبد الله بن عمر كان يقول : دلوك الشمس : ميلها .

18 - مالك ، عن داود بن الحصين قال : أخبرني مخبر : أن عبد الله بن عباس كان يقول : دلوك الشمس : إذا فاء الفيء ، وغسق الليل : اجتماع الليل وظلمته .


537 - قال أبو عمر : المخبر هاهنا عكرمة ، وكذلك رواه الدراوردي ، عن . . . . عن عكرمة ، عن ابن عباس ، وكان مالك يكتم اسمه لكلام سعيد بن المسيب فيه ، وقد ( صرح به ) في كتاب الحج .

538 - وقد ذكرنا في " التمهيد " السبب الموجب لكلام ابن المسيب في عكرمة [ ص: 272 ] ومن قال بتفضيل عكرمة والثناء عليه .

[ ص: 273 ] 539 - ومات عكرمة عند داود بن الحصين بالمدينة .

540 - ولم يختلف عن ابن عمر في أن دلوك الشمس : ميلها ، روي ذلك عنه من وجوه ثابتة ، إلا أن الألفاظ مختلفة والمعنى واحد .

541 - منهم من يروي عنه : دلوكها : زوالها .

542 - ومنهم من يقول عنه : دلوكها : ميلها بعد نصف النهار ، وكل سواء ، وهو قول الحسن ، ومجاهد .

543 - ورواه مجاهد أيضا ، عن قيس بن السائب ، وهو قول أبي جعفر محمد بن علي ، والضحاك بن مزاحم ، وعمر بن عبد العزيز .

544 - وكذلك روي عن الشعبي ، ومجاهد ، عن ابن عباس : دلوكها : زوالها .

545 - وأما عبد الله بن مسعود فلم يختلف عنه أن دلوكها : غروبها .

546 - وهو قول علي بن أبي طالب ، وأبي وائل ، وطائفة ، والوجهان في اللغة معروفان .

547 - وقال بعض أهل اللغة : دلوكها : من زوالها إلى غروبها .

548 - وأما غسق الليل فالأكثر على أنه أراد به صلاة العشاء .

549 - وروي عن مجاهد : غسق الليل : غروب الشمس .

550 - وقال غيره : غسق الليل : المغرب والعشاء .

التالي السابق


الخدمات العلمية