الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
1643 - مالك أنه بلغه أن عمر بن عبد العزيز حين خرج من المدينة التفت إليها ، فبكى ، ثم قال : يا مزاحم ، أتخشى أن نكون ممن نفت المدينة ؟ .


38585 - قال أبو عمر : هذا إشفاق منه ، رضي الله عنه ، وقد خرج الفضلاء الجلة من المدينة ، ولم يخافوا ما خافه عمر - رضي الله عنه - وما الخوف والإشفاق والتوبيخ للنفس إلا زيادة في صلاح العمل ، وليس في قول عمر هذا حجة على من ذهب إلى ما قلنا وتأولناه في أحاديث هذا الباب ، والله - عز وجل - الموفق للصواب .

38586 - وذكر أهل السير أن خروج عمر مع مزاحم مولاه من المدينة ، كان في شهر رمضان سنة ثلاث وتسعين ، وذلك أن الحجاج كتب إلى الوليد أن عمر بن عبد العزيز بالمدينة كهف لأهل النفاق والعداوة والبغضاء لأمير المؤمنين ، فجاوبه الوليد : إني أعزله فعزله ، وولى عثمان بن حيان المري وذلك في شهر [ ص: 32 ] رمضان المذكور ، فلما صار عمر بالسويداء قال لمزاحم : يا مزاحم أخاف أن نكون ممن نفت المدينة .

38587 - وقال ميمون بن مهران : ما رأيت ثلاثة مجتمعين خيرا من عمر بن عبد العزيز ، وابنه عبد الملك ، ومولاه مزاحم . والله الموفق للصواب .

التالي السابق


الخدمات العلمية