الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
1692 [ ص: 178 ] ( 3 ) باب ما جاء في لبس الخز

1693 - مالك عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها كست عبد الله بن الزبير مطرف خز كانت عائشة تلبسه .


39132 - قال أبو عمر : لبس الخز جماعة من الصحابة والتابعين وعلماء المسلمين .

39133 - فمن الصحابة ابن عباس ، وأبو قتادة ، وعبد الله بن أبي أوفى ، وأبو هريرة ، وعبد الله بن الزبير ، والحسين بن علي .

39134 - وذكر وكيع ، عن إسماعيل ، عن حكيم بن جبير ، عن خيثمة أن ثلاثة عشر من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا يلبسون الخز .

39135 - وعن عيينة بن عبد الرحمن ، عن أبيه قال : كان لأبي بكر مطرف خز سداؤه حرير ، فكان يلبسه .

39136 - ومن التابعين عبد الرحمن بن أبي ليلى ، والأحنف بن قيس ، وقيس بن أبي حازم ، وشبيل بن عوف ، وشريح ، والشعبي ، وأبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود ، وعلي بن الحسين وابنه أبو جعفر محمد بن علي بن حسين ، وعروة بن الزبير ، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث ، وعمر بن عبد العزيز أيام إمارته .

[ ص: 179 ] 39137 - وهذا كله من كتاب أبي بكر بن أبي شيبة بالأسانيد عنه .

39138 - واختلف عن سعد بن أبي وقاص في لبس الخز فروي عنه أنه كان يلبسه وروي عنه أنه كرهه .

39139 - وكان مالك بن أنس ربما لبس الخز ، ذكره عنه جماعة من أصحابه أنه كان يلبس الخز .

39140 - وأما الذين كانوا يكرهون لباس الخز منهم سالم بن عبد الله ، والحسن ، ومحمد بن سيرين .

39141 - وكان سعيد بن المسيب لا يلبسه ، ولا ينهى عنه .

39142 - وذكر أبو بكر قال : حدثني وكيع ، عن عيينة بن عبد الرحمن ، عن علي بن زيد قال : جلست إلى سعيد بن المسيب ، وعلي جبة خز ، فأخذ بكم جبتي ، فقال : ما أجود جبتك هذه ؟ ! قلت : وما تعني وقد أفسدوها علي قال : ومن أفسدها ؟ قلت : سالم ، فقال : إذا صلح قلبك ، فالبس ما بدا لك . قال : فذكرت قوله للحسن ، فقال : إن من صلاح القلب ترك الخز .

39143 - وقال أبو بكر : حدثني يزيد بن هارون ، عن ابن عون ، عن محمد قال : كانوا يلبسون الخز ويكرهونه ويرجون رحمة الله عز وجل .

[ ص: 180 ] 39144 - قال أبو عمر : لا خلاف بين العلماء أن ما كان سداؤه ولحمته حرير ، لا يجوز لباسه للرجال .

39145 - وكان عبد الله بن عمر يكره قليل الحرير وكثيره ، وكان لا يلبس الخز .

39146 - وسنذكر هذا المعنى في باب لبس الثياب من هذا الكتاب ، عند قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في حلة عطارد : " إنما يلبس هذه من لا خلاق لهم " . إن شاء الله عز وجل .

التالي السابق


الخدمات العلمية