الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
1695 1696 - مالك ، عن يحيى بن سعيد ، عن ابن شهاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام من الليل ، فنظر في أفق السماء فقال : " ماذا فتح الليلة من الخزائن ؟ وماذا وقع من الفتن كم من كاسية في الدنيا ، عارية يوم القيامة ، أيقظوا صواحب الحجر " .


39154 - هذا الحديث يروى مسندا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يفهمه يحيى بن سعيد من رواية مالك ، ولا من رواية غيره عنه .

39155 - وقد ذكرنا الاختلاف على يحيى بن سعيد فيه في " التمهيد " .

39156 - وقد جوده معمر عن ابن شهاب .

39157 - حدثني سعيد بن نصر قال : حدثني قاسم بن أصبغ قال : حدثني ابن وضاح قال : حدثني أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثني ابن المبارك ، وأخبرنا عبد الله بن محمد قال : حدثني أحمد بن جعفر بن حمدان قال : حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : حدثني أبي قال : حدثني عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن هند بنت الحارث ، عن أم سلمة ، [ ص: 184 ] أن النبي استيقظ ليلة ، فقال : " سبحان الله ، ماذا أنزل الله - عز وجل - من الفتن ؟ وماذا فتح من الخزائن ؟ " .

39158 - وهذا لفظ ابن المبارك .

39159 - وقال عبد الرزاق بإسناده عن أم سلمة قالت استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة وهو يقول : " لا إله إلا الله ، ماذا فتح الله من الخزائن ؟ لا إله إلا الله ماذا أنزل الله من الفتنة " ثم اتفقا فقالا من يوقظ صواحب الحجر ، رب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة " .

39160 - وقال عبد الرزاق : " يا رب كاسيات في الدنيا ، عاريات يوم القيامة " .

39161 - في هذا الحديث علم من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم لأنه أخبر عن غيب وقع بعده وذلك أنه فتح الله على أمته بلدان المشرق والمغرب من ديار الكفر ، ودرت به الأرزاق ، وعظمت الخيرات ، وذلك كله من خزائن رحمة الله ، ووقع من الفتن بعده منذ قتل عثمان - رضي الله عنه - إلى يومنا هذا ما لا يحيط بعلمه إلا هو ، ولن يزال الهرج إلى قيام الساعة - والله أعلم .

39162 - أما قوله : " أيقظوا صواحب الحجر " فالحجر جمع حجرة ، وهي [ ص: 185 ] بيوت أزواجه صلى الله عليه وسلم ، أمر أن يوقظن في تلك الليلة لئلا يكن من الغافلين في ليلة فيها آية من آيات الله - عز وجل - ولعلها كانت ليلة القدر التي يفرق فيها كل أمر حكيم أو غيرها ، فقد كانت فيها آية .

39163 - ومن سنته صلى الله عليه وسلم عند الآيات ذكر الله والصلاة .

التالي السابق


الخدمات العلمية