الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
1724 1725 - مالك ، عن أبي حازم بن دينار ، عن سهل بن سعد الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بشراب ، فشرب منه ، وعن يمينه غلام وعن يساره الأشياخ ، فقال للغلام : " أتأذن لي أن أعطي هؤلاء ؟ " فقال الغلام : لا والله يا رسول الله . لا أوثر بنصيبي منك أحدا ، قال : فتله رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده .


39641 - قال أبو عمر : هكذا روى هذا الحديث كل من رواه عن أبي حازم كما رواه مالك .

39642 - وأخطأ فيه عبد العزيز بن أبي حازم قال : وعن يساره أبو بكر ، فغلط ، وإنما ذلك في حديث ابن شهاب ، عن أنس ، وهما حديثان في قصتين متغايرتين ، وفي مكانين وفي وقتين .

[ ص: 285 ] 39643 - حدثني أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن قال : حدثني قاسم بن أصبغ قال : حدثني الحارث بن أبي أسامة قال : حدثني حفص بن حمزة قال : حدثني إسماعيل بن جعفر قال : أخبرني أبو حازم ، عن سهل بن سعد الساعدي قال : أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم [ بقدح ] من لبن ، وغلام عن يمينه ، والأشياخ أمامه وعن يساره ، فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال للغلام : " يا غلام ، أتأذن أن أسقي الأشياخ " قال : ما أحب أن أوثر بفضل شربتك على نفسي أحدا من الناس ، فناوله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وترك الأشياخ .

39644 - قال أبو عمر : الغلام المذكور في هذا الحديث ابن عباس ، والأشياخ أحدهم خالد بن الوليد ، وهذا ما لا خلاف فيه ، وقد نقل من طرق ، منها ما :

39645 - حدثناه سعيد بن نصر قال : حدثني قاسم بن أصبغ قال : حدثني محمد بن إسماعيل قال : حدثني الحميدي قال : حدثني سفيان قال : حدثني علي بن زيد بن جدعان ، عن عمرو بن حرملة ، عن ابن عباس قال : دخلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على خالتي ميمونة ومعنا خالد بن الوليد ، فقالت ميمونة : ألا نقدم إليك يا رسول الله شيئا أهدته لنا أم عفيف قال : " بلى " . فأتته بضباب [ ص: 286 ] مشوية ، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال [ ثلاث ] مرات ، ولم يأكل منها ، وأمرنا أن نأكل منها ، ثم أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بإناء فيه لبن ، فشرب ، وأنا عن يمينه وخالد عن يساره ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الشرب لك يا غلام ، وإن شئت آثرت بها خالدا " فقلت : ما كنت لأوثر بسؤر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أطعمه الله طعاما ، فليقل : اللهم بارك لنا فيه ، وأبدلنا به ما هو خير منه ، ومن سقاه الله لبنا ، فليقل : اللهم بارك لنا فيه ، وزدنا منه فإني لا أعلم شيئا يجزي من الطعام والشراب غيره " .

39646 - ورواه إسماعيل ابن علية ، عن عبد الله بن زيد بإسناده ، إلا أنه قال فيه : عمرو بن حرملة ، [ أو قال : ابن أبي حرملة ، ] عن ابن عباس قال : دخلت أنا وخالد بن الوليد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على ميمونة ، فجاءتنا بإناء فيه لبن ، فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عن يمينه ، وخالد عن شماله ، فقال لي : الشربة لك ، وإن شئت آثرت بها خالدا " . فقلت : ما كنت لأوثر بسؤرك أحدا ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أطعمه الله طعاما ، فليقل : اللهم بارك لنا فيه [ ، وأطعمنا خيرا منه ، ومن سقاه الله لبنا ، فليقل : اللهم بارك لنا فيه ] ، وزدنا منه " .

[ ص: 287 ] 39647 - وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليس شيء يجزي مكان الطعام والشراب غير اللبن " .

39648 - هكذا رواه ابن علية ، ولم يذكر في قصة الضباب .

39649 - ذكر أبو عيسى الترمذي قال : حدثني أحمد بن منيع قال : حدثني إسماعيل ابن علية .

39650 - ورواه أبو داود الطيالسي ، عن شعبة ، عن عمرو بن حرملة ، عن ابن عباس مثله .

39651 - قال أبو داود : كذلك قال لي شعبة وغيره ، يقول عمرو بن حرملة .

39652 - قال أبو عمر : ابن عيينة جوده ، وأقامه ، وأتى به بتمامه ، والصواب في اسم الرجل : عمر بن حرملة ، لا عمرو ، ولا ابن أبي عمر ، ولا ابن حرمل .

39653 - وقد ذكرنا ما في هذا الحديث من معاني الآداب والسنن في " التمهيد " والحمد لله .

التالي السابق


الخدمات العلمية