الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
1748 [ ص: 14 ] ( 2 ) باب الرقية من العين 1751 - مالك ، عن حميد بن قيس المكي ; أنه قال : دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بابني جعفر بن أبي طالب ، فقال لحاضنتهما : " مالي أراهما ضارعين " فقالت حاضنتهما : يا رسول الله إنه تسرع إليهما العين ، ولم يمنعنا أن نسترقي لهما ، إلا أنا لا ندري ما يوافقك من ذلك ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " استرقوا لهما ، فإنه لو سبق شيء القدر ، لسبقته العين " .


39999 - ورواه ابن وهب في " جامعه " فقال : حدثني مالك ، عن حميد بن قيس ، وعن عكرمة بن خالد ، قال : دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر مثله سواء ، وهو مع ذلك منقطع .

[ ص: 15 ] 40000 - ويستند من حديث أسماء بنت عميس ، ومن حديث جابر أيضا ، ومن طرق صحاح نذكرها بعد إن شاء الله - عز وجل - .

40001 - وقوله : ضارعين : أي ضعيفين ضئيلين ناحلين ، وللضراعة وجوه في اللغة .

40002 - وفي هذا الحديث دليل على أن العين حق يتأذى بها ، وأن الرقى تنفع منها إذا قدر الله ذلك ، فالشفاء بيده - سبحانه - لا شريك له ، وسبيل الرقى سائر العلاج والطب .

40003 - وفي قوله : " لو سبق شيء القدر ، لسبقته العين " دليل على أن الصحة والسقم قد علمهما الله - تعالى - ، وما علم فلابد من كونه على ما علمه ، لا يتجاوز وقته ، ولكن النفس تسكن إلى العلاج والطب والرقى ، وكل سبب من أسباب قدر الله وعلمه .

40004 - والحاضنة والحضانة معروفة ، وقد تكون الحاضنة هاهنا أمهما أسماء بنت عميس ، وكانت تحت جعفر بن أبي طالب ، ومعه هاجرت إلى أرض الحبشة ، وولدت له هناك عبد الله بن جعفر ، ومحمد بن جعفر ، وعون بن جعفر ، وهلك عنها بموته ، فخلف عليها بعده أبو بكر الصديق ، فولدت منه محمد بن أبي بكر ، ثم هلك عنها فتزوجها علي بن أبي طالب ، فولدت له يحيى بن علي .

40005 - وقد ذكرنا خبرها ، في كتاب " النساء " من كتاب الصحابة .

[ ص: 16 ] 40006 - حدثني سعيد بن نصر ، قال : حدثني قاسم بن أصبغ : قال : حدثني محمد بن إسماعيل ، قال : حدثني الحميدي ، قال حدثني سفيان ، قال : حدثني عمرو بن دينار : أخبرني عروة بن عامر ، عن عبيد بن رافعة ، عن أسماء بنت عميس ، أنها قالت : يا رسول الله ! إن ابني جعفر تصيبهما العين ، أفأسترقي لهما ؟ قال : " نعم ، لو كان شيء سابق القدر ، لسبقته العين " .

40007 - حدثني عبد الرحمن بن خالد ، قال : حدثني إبراهيم بن علي بن غالب ، قال : حدثني محمد بن الربيع بن سليمان ، قال : حدثني يوسف بن سعيد بن مسلم ، قال : حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني عطاء ، عن أسماء بنت عميس ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نظر بنيها ; بني جعفر ، فقال : " مالي أرى أجسامهم ضارعة ؟ " قالت : يا نبي الله إن العين تسرع إليهم ، أفأرقيهم ؟ قال : " وبماذا ؟ " فعرضت عليها كلاما ليس به بأس ، فقال : " ارقيهم به " .

40008 - وبهذا الإسناد عن حجاج ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني أبو الزبير ، قال : سمعت جابر بن عبد الله : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أرخص لبني عمرو بن حازم في رقية الحمة .

40009 - قال : وقال لأسماء بنت عميس : " ما شأن أجسام بني أخي ضارعة ؟ أتصيبهم الحاجة ؟ " قالت : لا ، ولكن تسرع إليهم العين ، أفأرقيهم ؟ قال : [ ص: 17 ] " وبماذا ؟ " قالت : فعرضت عليه ، فقال : " ارقيهم " .

40010 - حدثني خلف بن قاسم ، قال : حدثني ابن المفسر ، قال : حدثني أحمد بن علي بن سعيد ، قال : قال حدثني يحيى بن معين ، قال : حدثني حجاج عن ابن جريج ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لأسماء بنت عميس : " ما لي أرى أجسام بني أخي ضارعة ، أتصيبهم الحاجة ؟ " قالت : لا ، ولكن العين تسرع إليهم ، أفأرقيهم ؟ قال : " بماذا ؟ " فعرضت عليه كلاما ، قال : " لا بأس به فارقيهم " .

40011 - وهكذا رواه روح بن عبادة ، عن جريج بإسناد واحد ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، كما رواه يحيى بن معين ، عن حجاج ، عن ابن جريج .

40012 - ورواه يوسف بن سعيد ، عن حجاج ، عن ابن جريج ، في الإسنادين .

40013 - وأما حديث روح بن عبادة ، فحدثناه عبد الوارث بن سفيان ، وأحمد بن قاسم ، قالا : حدثني قاسم ، قال : حدثني الحارث بن أبي أسامة ، قال : حدثني روح بن عبادة . . ، فذكره .

التالي السابق


الخدمات العلمية