الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
1757 [ ص: 35 ] ( 5 ) باب تعالج المريض

1760 - مالك ، عن زيد بن أسلم ; أن رجلا في زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصابه ، جرح فاحتقن الجرح الدم ، وأن الرجل دعا رجلين من بني أنمار ، فنظرا إليه ، فزعما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لهما : " أيكم أطب ؟ " فقالا : أوفي الطب خير يا رسول الله ؟ فزعم زيد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " أنزل الدواء الذي أنزل الأدواء " .


40076 - قال أبو عمر : رواه يحيى بن سعيد الأنصاري ، عن زيد بن أسلم . إ

40077 - حدثني أحمد بن عبد الله ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني عبد الله ، قال : حدثني بقي بن مخلد ، قال : حدثني أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثني عبد الرحيم بن سليمان ، عن يحيى بن سعيد الأنصاري ، عن زيد بن أسلم أن رجلا أصابه جرح ، فاحتقن الدم ، وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا له رجلين من بني أنمار ، فقال : " أيكما أطب ؟ " فقال رجل : يا رسول الله ، أوفي الطب خير ؟ فقال له : " إن الذي أنزل الداء أنزل الدواء " .

[ ص: 36 ] 40078 - وقال أبو بكر : حدثني سفيان بن عيينة ، قال : حدثني عمرو بن دينار ، عن هلال بن يساف ، قال : جرح رجل على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ادعوا له الطبيب " . فقالوا : يا رسول الله ، هل يغني عنه الطبيب ؟ قال : نعم ؛ لم ينزل داء إلا أنزل معه شفاء " .

40079 - قال أبو عمر : روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، أنه قال : " ما أنزل الله داء ، إلا أنزل له شفاء " ، أو دواء ، أو " أنزل الدواء الذي أنزل الداء " .

40080 - من طرق شتى ، من حديث أسامة بن شريك وحديث أبي الدرداء .

40081 - وحديث أبي سعيد الخدري .

40082 - وحديث أبي هريرة .

40083 - وحديث ابن عباس .

40084 - وحديث أنس .

40085 - وحديث جابر .

40086 - وحديث ابن مسعود .

[ ص: 37 ] 40087 - وقد ذكرناها كلها بأسانيدها في " التمهيد " ، وفي حديث ابن مسعود ، وأبي سعيد : " ما أنزل الله داء ، إلا وأنزل معه دواء ، علمه من علمه ، وجهله من جهله " .

40088 - وقال ابن مسعود في حديثه : " فعليكم بألبان البقر ، فإنها ترم من كل الشجر " .

40089 - وحدثني عبد الله بن محمد بن يحيى ، قال : حدثني محمد بن علي ، قال : حدثني علي بن حرب ، قال : حدثني سفيان بن عيينة ، عن زياد بن علاقة ، عن أسامة بن شريك ، قال : شهدت الأعاريب يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : هل علينا من حرج أن نتداوى ؟ فقال : " تداووا عباد الله ، فإن الله لم ينزل داء إلا وأنزل له دواء " وقال مرة : " شفاء ، إلا الهرم " وذكر تمام الحديث .

[ ص: 38 ] 40090 - وفي هذا الحديث إباحة التداوي ، وإباحة معالجة الأطباء ، وجواز الطب والتطبب .

40091 - وقد ذكرنا في " التمهيد " اختلاف السلف والخلف من العلماء في كراهة التداوي والعلاج ، وأتينا بما نزع به كل فريق منهم هنالك ، والحمد لله .

التالي السابق


الخدمات العلمية