الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
1778 1782 - مالك ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ; أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " إذا أحب الله العبد ، قال لجبريل : قد أحببت فلانا فأحبه ، فيحبه جبريل ، ثم ينادي في أهل السماء : إن الله قد أحب فلانا فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في الأرض . وإذا أبغض الله العبد ، قال مالك : لا أحسبه إلا أنه قال في البغض مثل [ ص: 108 ] ذلك .


40408 - قال أبو عمر : هكذا رواه جماعة من الرواة ، عن مالك فيما علمت .

40409 - ورواه عبد العزيز بن المختار ، ومعمر ، وحماد بن سلمة ، عن سهيل بإسناده ، وقالوا في آخره : " وإذا أبغض العبد " فقال مثل ذلك ، ولم يشكوا .

40410 - وروى عبد العزيز بن أبي سلمة ، عن سهيل بإسناده ، فلم [ ص: 109 ] يذكر فيه البغض أصلا .

40411 - وروى هذا الحديث نافع مولى ابن عمر ، عن أبي هريرة بمثل ذلك ، لم يذكر البغض .

40412 - ورواه حجاج ، وروح بن عبادة ، وغيرهما عن ابن جريج ، عن موسى بن عقبة ، عن نافع ، عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .

40413 - قال أبو عمر : قال الله - عز وجل - : إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا [ مريم : 96 ] فقال أهل العلم بتأويل القرآن ; منهم ابن عباس ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير ، : يحبهم ويحببهم إلى الناس ، وقالوا في قول الله - عز وجل - : " وألقيت عليك محبة مني " [ طه : 39 ] : حببتك إلى عبادي .

40414 - وقال الربيع بن أنس : إذا أحب الله - عز وجل - عبدا ، ألقى له مودة في قلوب أهل السماء ، ثم ألقى مودة في قلوب أهل الأرض .

40415 - وقال كعب الأحبار : والله ما استقر لعبد ثناء في أهل الأرض ، حتى يستقر له ثناء في أهل السماء .

40416 - وقال عبد الله بن مسعود : لا تسل أحدا عن وده لك ، وانظر ما في [ ص: 110 ] نفسك له ، فإن في نفسه مثل ذلك ، وإن الأرواح جنود مجندة ، فما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف .

40417 - وقد ذكرنا آثار هذا الباب بالأسانيد في " التمهيد " .

40418 - وروي عن أبي الدرداء ، أنه قال : إياكم ومن تبغضه قلوبكم .

40419 - أخذه منصور الفقيه الشافعي ، فقال :

شاهدي ما في مضمري من صدق ودي مضمرك     فما أريد وصفه
قلبك عني يخبرك



40420 - وقيل : إنها لداود بن منصور وهي أصح والله أعلم .

40421 - ومن حديث هذا المعنى قول صالح بن عبد العزيز :

لا أسأل الناس عما في ضمائرهم     ما في ضميري لهم من داء يلقين



التالي السابق


الخدمات العلمية