الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
1784 1790 - مالك ، عن يحيى بن سعيد ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ; أنه قال : سمعت أبا قتادة بن ربعي يقول : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " الرؤيا الصالحة من الله ، والحلم من الشيطان ، فإذا رأى أحدكم الشيء ، يكرهه فلينفث عن يساره ثلاث مرات إذا استيقظ ، وليتعوذ بالله من شرها ، فإنها لن تضره إن شاء الله " . قال أبو سلمة : إن كنت لأرى الرؤيا هي أثقل علي من الجبل ، فلما سمعت هذا الحديث ، فما كنت أباليها .


40480 - قال أبو عمر : في هذا الحديث نص في معنى الرؤيا ودليل ; فالنص منها أن من رأى في منامه ما يكره ، فنفث عن يساره ثلاث مرات ، وتعوذ بالله من شر ما رأى لم تضره تلك الرؤيا ، والدليل منه ; أن كل ما يكره من أنواع الرؤيا ، [ ص: 126 ] فهو حلم ، وليس برؤيا بل هي أضغاث لا تضره إذا استعاذ بالله الذي رآها من شرها ، ونفث ، كما أتى في الحديث - والله أعلم - .

40481 - حدثني خلف بن قاسم ، قال : حدثني أحمد بن محمد بن يزيد الحلبي القاضي ، قال : حدثني محمد بن جعفر بن يحيى ، قال : حدثني هشام بن عمار ، قال : حدثني يحيى بن حمزة ، قال حدثني يزيد بن عبيدة ، قال : حدثني مسلم بن مشكم ، عن عوف بن مالك ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " الرؤيا ثلاثة : منها أهاويل الشيطان ليحزن ابن آدم ، ومنها ما يهم به في يقظته ، فيراه في منامه ، ومنها جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة " . قال : قلت : سمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال : سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

40482 - حدثنا عبد الوارث بن سفيان ، قال : حدثني قاسم بن أصبغ ، قال : حدثني مضر بن محمد الكوفي ، قال : حدثني إبراهيم بن عثمان المصيصي ، قال : حدثني مخلد بن حسين ، عن هشام بن حسان ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إذا اقترب الزمان ، لم تكد رؤيا المؤمن تكذب ، [ ص: 127 ] وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثا ، ورؤيا المسلم جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة ، والرؤيا ثلاثة ; فالرؤيا الحسنة من الله ، والرؤيا من تحزين الشيطان ، والرؤيا ما يحدث به الإنسان نفسه ، فإذا رأى أحدكم ما يكره ، فلا يحدث به ، وليقم فليصل " . قال أبو هريرة : وأحب القيد ، وأكره الغل ; القيد في النوم ثبات في الدين .

40483 - قال أبو عمر : قد أوضحنا هذا المعنى في " التمهيد " ، والحمد لله .

التالي السابق


الخدمات العلمية