الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
1816 [ ص: 228 ] ( 8 ) باب ما يتقى من الشؤم

1822 - مالك عن أبي حازم بن دينار ، عن سهل بن سعد الساعدي ; أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : قال : " إن كان ، ففي الفرس والمرأة والمسكن " يعني الشؤم .

1823 - مالك عن ابن شهاب ، عن حمزة وسالم ابني عبد الله بن عمر ، عن عبد الله بن عمر ; أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " الشؤم في الدار والمرأة والفرس " .


40916 - قال أبو عمر : قطع في هذا الحديث بالشؤم ; لأنه قد يكون في هذه الثلاث ، ولم يقطع في ذلك بحديث أبي حازم .

40917 - وقد روى هذا الحديث معمر ، عن ابن شهاب ، بإسناده ، وزاد فيه ; [ ص: 229 ] وقالت أم سلمة : والسيف .

40918 - فلا أدري من قول ابن شهاب ذلك ، عن أم سلمة أم من قول ابن عمر عنها ؟ .

40919 - وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما يعارض حديث ابن عمر في الشؤم فمن ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - : " لا طيرة " .

40920 - رواه ابن شهاب ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : " لا طيرة ، وخيرها الفأل قيل : يا رسول الله ! وما الفأل ؟ قال : الكلمة الصالحة " .

40921 - وقد ذكرت إسناده في " التمهيد " .

40922 - وروى زهير بن معاوية ، عن عتبة بن حميد ، عن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس ; أنه سمع أنس بن مالك يقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا طيرة ، والطيرة على من تطير ، وإن تكن في شيء ، ففي المرأة والدار والفرس " .

[ ص: 230 ] 40923 - وذكرت هناك أيضا إسناد حديث حكيم بن معاوية ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا شؤم .

40924 - وقد يكون اليمن في الدار والفرس والمرأة " .

40925 - وحديث قتادة ، عن أبي حسان ; أن عائشة أنكرت على أبي هريرة حديثه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، أنه قال : " الطيرة في المرأة والدار والدابة " ، فأقسمت أنه ما قاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قط ، وإنما كان أهل الجاهلية يقرونه ، ثم قرأت ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها [ الحديد : 22 ] .

40926 - قال أبو عمر : أهل العلم لا يرون الإنكار علما ، ولا النفي شهادة ولا خبرا .

40927 - وقد مضى في معنى قوله - عليه السلام - : " لا عدوى " ما هو زيادة في هذا الباب ، والله الموفق للصواب .

التالي السابق


الخدمات العلمية