الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
1831 - مالك ; أنه بلغه أن عمر بن الخطاب أراد الخروج إلى العراق ، فقال له كعب الأحبار : لا تخرج إليها يا أمير المؤمنين ، فإن بها تسعة أعشار السحر ، وبها فسقة الجن ، وبها الداء العضال .


[ ص: 248 ] 40998 - قال أبو عمر : سئل مالك عن الداء العضال ، فقال : الهلاك في الدين .

40999 - وأما السحر ; فمنسوب إلى أرض بابل ، وهي من العراق ، وتنسب أيضا إلى مصر .

41000 - وأما فسقة الجن ; فهذا لا يعرف إلا بتوقيف ممن يجب التسليم له ، وذلك معدوم في هذه القصة .

41001 - ولأهل الكوفة والبصرة روايات ; رواها علماؤهم في فضائلها .

41002 - ذكر أبو بكر بن أبي شيبة وغيره كثيرا منها .

41003 - ولم تختط الكوفة ولا البصرة إلا برأي عمر - رضي الله عنه - ونزلها جماعة من كبار الصحابة ، وكان بها العلماء والعباد والفضلاء ، وأهل الأدب ، والفقهاء ، وأهل العلم ، وهذا أشهر وأغرب من أن يحتاج إلى استشهاد ; لأنه علم ظاهر ، وعلم فسقة الجن علم باطن ، وكل آية تعرف لناحيتها فضلا تنشره إذا سئلت عنه ، وتطلب العيب لمن عابها ، ومن طلب عيبا وجده ، والفاضل حيث كان فهو فاضل والمفضول الساقط حيث كان من البلدان ، ولا تصلحه بلدة ; لأن الأرض لا تقدس صاحبها ، وإنما يقدس المرء عمله ، وإن من مدح بلدة وذم أخرى يحتاج [ ص: 249 ] إلى توقيف ممن يجب التسليم له أنه لا مدح ولا ذم لبلدة إلا على الأغلب من أحوال أهلها ، وأما على العموم فلا .

41004 - وقد عم البلاء والفتن اليوم في كل جهة من جهات الدنيا .

التالي السابق


الخدمات العلمية