الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
[ ص: 262 ] ( 13 ) باب ما يؤمر به من الكلام في السفر

1835 - مالك ; أنه بلغه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذ وضع رجله في الغرز وهو يريد السفر : يقول : " باسم الله ، اللهم أنت الصاحب في السفر ، والخليفة في الأهل : اللهم ازو لنا الأرض ، وهون علينا السفر ، اللهم أني أعوذ بك من وعثاء السفر ، ومن كآبة المنقلب ومن سوء المنظر في المال والأهل " .


41067 - قال أبو عمر : الغرز لا يكون إلا في الرحال على الجمال وهو بمنزلة الركاب من السروج ; من جمل وغيره .

41068 - وأما قوله : " ازو لنا الأرض " فمعناه اطو لنا الأرض ، وقرب لنا البعد ، وسهل لنا الوعر .

41069 - وأصل الانزواء الانضمام والانقباض .

[ ص: 263 ] 41070 - و " وعثاء السفر " شدته وصعوبته .

41071 - ومعنى " كآبة المنقلب " أي لا ينقلب الرجل في سفره ، ولا ينصرف من وجهته إلى أمر يكتئب منه ، ويحزن له ، وسوء المنظر " ما يسوءك النظر إليه ، وأن تقف عليه في أهلك ومالك .

41072 - وهذا الحديث يستند من وجوه كثيرة من حديث أبي هريرة ، وحديث عبد الله بن سرجس ، وحديث البراء ، وحديث عبد الله بن عمر ، وغيرهم .

41073 - حدثني خلف بن قاسم ، قال : حدثني ابن الورد ، قال : حدثني أحمد بن حماد بن مسلم ، قال : حدثني سعيد بن أبي مريم ، ويحيى بن عبد الله بن بكير ، قالا : حدثنا حماد بن زيد ، عن عاصم ، عن عبد الله بن سرجس ، قال : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا سافر قال : " اللهم أنت الصاحب في السفر ، والخليفة على الأهل ، اللهم اصحبنا في سفرنا ، واخلفنا في أهلنا ، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر ، وكآبة المنقلب ، وسوء المنظر في الأهل والمال ، ومن الحور بعد الكون ، ومن دعوة المظلوم " .

41074 - وحدثني خلف ، قال : حدثني ابن الورد ، قال : حدثني عبد الرحمن [ ص: 264 ] بن معاوية العتبي ، قال : حدثني يحيى بن عبد الله بن بكير ، قال : حدثني حماد بن زيد ، عن عاصم ، عن عبد الله بن سرجس ، قال : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فذكر مثله سواء وزاد : وسئل عاصم عن الحور بعد الكون ، فقال : صار بعد ما كان .

41075 - قال أبو عمر : يريد رجع عما كان عليه من الخير .

41076 - وحدثني أحمد بن فتح ، قال : حدثني حمزة بن محمد ، ومحمد بن عبد الله النيسابوري ، قالا : حدثني أحمد بن شعيب ، قال : حدثني زكريا بن يحيى ، قال : حدثني جرير عن مطرف ، عن أبي إسحاق ، عن البراء ، قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خرج إلى سفر ، قال : " اللهم بلاغا يبلغ خيرا ، ومغفرة ورضوانا ، بيدك الخير ، إنك على كل شيء قدير ، اللهم أنت الصاحب في السفر ، والخليفة في الأهل ، اللهم هون علينا السفر ، واطو لنا الأرض ، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر ، وكآبة المنقلب " .

41077 - وقد ذكرنا بالأسانيد عن الصحابة هذا الحديث في " التمهيد " .

التالي السابق


الخدمات العلمية