الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
1872 [ ص: 390 ] بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

57 - كتاب جهنم

( 1 ) باب ما جاء في صفة جهنم

1878 - مالك عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ; أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " نار بني آدم ، التي يوقدون ، جزء من سبعين جزءا من نار جهنم " فقالوا : يا رسول الله إن كانت لكافية . قال : " إنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا " .

1879 - مالك عن عمه أبي سهيل بن مالك ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ; أنه قال : أترونها حمراء كناركم هذه ؟ لهي أسود من القار ، والقار الزفت .


41588 - قال أبو عمر : حديث مالك ، عن عمه موقوف على أبي هريرة ، ومعناه مرفوع ; لأنه لا يدرك مثله بالرأي ، ولا يكون إلا توقيفا .

[ ص: 391 ] 41589 - وفيه قوله : " أسود من القار " وهي لغة مهجورة . واللغة الفصيحة : أشد سوادا من القار ، وأشد بياضا ، ليس في هذا الباب مدخل للقول والنظر ، وإنما فيه التسليم والوقوف عند التوقيف ، وبالله التوفيق .

41590 - وقد جاء عن ابن مسعود ، وابن عباس ، وأنس ، في صفة جهنم ، ما يعلم أنه لم يقولوا ذلك إلا بما علموه ، وما وقفوا عليه .

41591 - روى الأعمش ، عن زيد بن وهب ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : إن ناركم هذه ليست مثل نار جهنم ، لا ينتفع بها أحد ، أو أنها لما نزلت ، ضرب بها البحر ضربتين ، ولولا ذلك ، لم ينتفع أحد بها .

41592 - وقد ذكرنا إسناده في " التمهيد " .

41593 - وقد روى إسرائيل ، عن عمار الذهبي ، عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ، قال : إن ناركم هذه جزء من سبعين من النار ، قد ضرب بها البحر حين أنزلت سبع مرار ، ولولا ذلك ما انتفع بها .

41594 - وذكر أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا يعلى بن عبيد ، وعبد الله بن نمير ، قالا : حدثنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن نفيع بن الحارث ، عن أنس بن مالك ، قال : إن ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم ، ولولا أنها أطفئت [ ص: 392 ] بالماء مرتين ما انتفعتم بها ، وإنها لتدعو الله ألا يعيدها بتلك النار أبدا .

41595 - قال : وحدثنا زيد بن الحباب ، عن محمد بن مسلم ، عن ميسرة ، عن سعيد بن المسيب ، أن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - سأل رجلا من اليهود لم ير في اليهود مثله ، عن النار الكبرى ، فقال : البحر يبعث الله الريح الدبور على البحور ، فتعود نارا ، فهي النار الكبرى .

41596 - قال أبو عمر : محمد بن مسلم الطائفي ، وميسرة بن عمار الأشجعي ثقتان ، لا بأس بهما جميعا .

التالي السابق


الخدمات العلمية