الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
1885 - قال مالك : بلغني أن مسكينا استطعم عائشة أم المؤمنين وبين يديها عنب ، فقالت لإنسان : خذ حبة فأعطه إياها ، فجعل ينظر إليها [ ص: 408 ] ويعجب ، فقالت عائشة : أتعجب ؟ كم ترى في هذه الحبة من مثقال ذرة ؟ .


41654 - قال أبو عمر : قد جاء مثل هذا عن عبد الرحمن بن عوف ، وسعد بن أبي وقاص .

41655 - ذكر حماد بن سلمة ، عن ثابت البناني ، عن أبي أمامة الدارمي ، أن سائلا أتى عبد الرحمن بن عوف ، وبين يديه طبق عليه عنب ، فأعطاه عنبة ، فقال : أين تقع هذه منه ؟ قال : فيها مثاقيل ذر كثيرة .

41656 - وحماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن عطاء بن فروخ ، أن سعد بن مالك ، أتاه سائل ، وبين يديه طبق عليه تمر ، فأعطاه تمرة ، فقبض يده فقال سعد : إن الله يقبل منها مثقال الذرة والخردلة ، وكم في هذه من مثاقيل الذرة .

41657 - قال أبو عمر : قال الله - تعالى - فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره [ الزلزلة : 7 ] . وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " اتقوا النار ولو بشق تمرة " .

[ ص: 409 ] 41658 - ومن اعتاد الصدقة ، تصدق مرة بالكثير ، ومرة باليسير .

41659 - ألا ترى أن عائشة في الحديث قبل هذا ، آثرت السائل بفطرها كله .

41660 - وفي هذا الحديث أعطته حبة عنب .

41661 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للهجيمي : " لا تحقرن من المعروف شيئا ، ولا أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي " .

41662 - وقد مضى هذا المعنى بأوضح من هذا ، في ما تقدم من هذا الكتاب . وبالله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية