الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
346 [ ص: 98 ] ( 4 ) باب صلاة المسافر ما لم يجمع مكثا .

316 - مالك ، عن ابن شهاب ، عن سالم بن عبد الله بن عمر ، أن عبد الله بن عمر كان يقول : أصلي صلاة المسافر ما لم أجمع مكثا ، وإن حبسني ذلك اثنتي عشرة ليلة .

317 - مالك ، عن نافع ، أن ابن عمر أقام بمكة عشر ليال يقصر الصلاة إلا أن يصليها مع إمام فيصليها بصلاة الإمام .


8105 - قال أبو عمر : لا أعلم خلافا فيمن سافر سفرا يقصر فيه الصلاة ، لا يلزمه أن يتم في سفره ، إلا أن ينوي الإقامة في مكان من سفره ويجمع نيته على ذلك .

8106 - واختلف أهل العلم في المدة التي إذا نوى المسافر أن يقيم فيها لزمه الإتمام .

8107 - وسنذكر ما رووه فيه من ذلك ، وما نقلوه فيه من الآثار في الباب ، بعد هذا إن شاء الله .

8108 - وليس في حديث ابن عمر المتقدم في هذا الباب ذكر المقام في مكة ، أو غيرها .

[ ص: 99 ] 8109 - والحديث الثاني - حديث نافع - دل فيه إقامته بمكة عشرا يقصر الصلاة .

8110 - وابن عمر رجل من المهاجرين الذين شهدوا البيعة التي بايعوا فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المقام معه بالمدينة وأن لا يتخذوا مكة وطنا ، فمقامه بمكة ليس بنية إقامة .

8111 - ألا ترى إلى قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقول عمر بعده لأهل مكة : أتموا صلاتكم ; فإنا قوم سفر .

8112 - وأما قوله : إلا أن يصليها وراء إمام ، فيأتي القول في ذلك في بابه بعد هذا إن شاء الله .

8113 - وقد تقدم في الباب حديث عمران بن حصين ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقام بمكة عام الفتح ثماني عشرة ليلة لا يصلي إلا ركعتين ، وقيل : تسع عشرة ليلة ، وقيل : سبع عشرة ، وقيل : خمس عشرة ليلة .

8114 - وليس لمن احتج بمقام النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة حجة بكثرة الاختلاف والاضطراب في ذلك ، ولأنه لم ينقل عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه جعل شيئا من ذلك سنة ، وقد قال لأهل مكة : أتموا صلاتكم فإنا سفر . ولم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليقيم في الدار التي هاجر منها .

التالي السابق


الخدمات العلمية